ذهب يركبه بهما عليها ويسابق بها الخيل يوم حلبة الرهان فجاء يومًا سابقًا وتناول القصبة التي هي الغابة ودخل الحجرة قبل مجئ الخيل وعليه قباء وقلنسوة من الحرير الأحمر وفيه يقول بعض شعراء الشام
تمسك أبا قيس بفضل زمامها ... فليس عليها إن سقطت ضمان
إلا من رأى القرد الذي سبقت به ... جياد أمير المؤمنين أثان
وكان الوليد بن يزيد بن عبد الملك مما جنا زنديقًا مستهزئًا مستخفًا مستهينًا بالخاصة والعامة مدمنًا للخمر متلاهيًا باللهو واللعب مصرًا على ارتكاب الفواحش مشتغلًا بخلاعته عن النظر في أمور المسلمين والقيام بحقوق الخلافة وأمور المملكة وأحوال الرعية وفيه يقول القائل
مضى الخلفاء بالأمر الحميد ... وأصبحت المذمّة للوليد
تشاغل عن رعيته بلهو ... وخالف قول ذي الرأي السديد
ذكر ثقات المؤرخين إن المؤذن أذنه يومًا للصلاة وهو في لهوه فأمر جارية من جواريه الفواسق أن تعتم وتتلثم وتصلي بالناس فخرجت على هذه الصفة وصلت بهم وبلغ من تهكمه بالشريعة أنه كان يفطر في رمضان والشاهد عليه ما يقال إنه من شعره
ألا من مبلغ الرحمن عني ... بأني تارك شهر الصيام
وقوله
يا أيها السائل عن ديننا ... نحن على دين أبي شاكر
نشربها صرفًا وممزوجة ... بالسخن والبارد والفاتر
وحكى أنه استدعى أشعب الطامع من المدينة وألبسه سراويل من جلد قرد له ذنب واقترح عليه صوتًا يرقص به فلما فعل ذلك أعطاه ألف درهم وقيل إنه
1 / 85