العارفين أفعال المر مشهود لواصفيه وسئل محمد بن الحسن عن السفلة فقال من يبخل بقطعه الحجام ويفعل في الطريق فعل الطغام وقال الأصمعي السفلة من لا يبالي بما قال أو قيل له وقال يحيى بن أكثم السفلة الذي لا يعيبه ما صنع وقال أبو مسلم ألأم الأعراض عرض لم يرتع فيه مدح ولا ذم وسمع الأحنف رجلًا يقول لا أبالي مدحت أو ذممت فقال يا هذا استرحت من حيث تعب الكرام
فمن فعلات من خلع في اللؤم الرسن ... المكافأة بالقبيح عن الفعل الحسن
من أمثال العرب في ذلك أكفر من ناشرة وذلك أن همام بن مرة كان قد أخذ ناشرة من أمه لما مات أبوه وضاقت بتربيته ذرعًا فرباه وأحسن إليه فلما بلغ الحلم هجاه هجوًا قبيحًا فنهاه عنه فتركه حتى تام واغتاله وحكى الأصمعي أن أعرابيًا ربى جرو ذئب وجعل يغذيه بلبن شاة له حتى كبر فخرج معها يومًا للرعي كعادته فحركته الطبيعة الدنية والنفس الذئبية على افتراس الشاة فلما رأى الأعرابي الشاة فريسة أنشد
عقرت شويهتي وفجعت قومي ... بشاتهم وأنت لها ربيب
غذيت لبانها ونشأت معها ... فمن أنباك أنّ أباك ذيب
إذا كان الطباع طباع سوء ... فليس بنافع أدب الأديب
وأغار خيثمة بن مالك الجعفي على بني القين فاستاق منهم إبلًا فأطلقوا خلفه الأعنة فلم يقدروا عليه ولا وصلوا إليه فنادوه وقالوا له إن أمامك مفازة ولا ماء معك وقد فعلت جميلًا فانزل ولك الذمام والخباء فنزل فلما اطمأن وسكن أخذته سنة فنام فوثبوا عليه وقتلوه
ومما يستغرب منه ويستعجب ... في هذا الباب ويستعذب
لما حارب الحجاج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بر زمن أصحاب عبد الرحمن عبد الله بن سواد الحارثي وطلب المبارزة فبرز إليه بعض أصحاب الحجاج فقتله عبد الله ثم عاد فطلب المبارزة فخرج إليه آخر فقتله ثم عاد
1 / 76