إنّ العيون رمتك إذ فاجأتها ... وعليك من شهر الثياب لباس
أمّا الطعام فكل لنفسك ما اشتهت ... واجعل لباسك ما اشتهاه الناس
وقالوا التعري البارح خير من الزي الفاضح وقال عبد الملك بن صالح ليس من لباس السادات ذوي المروات ذوات الألوان فإنها من لباس الغلمان والنسوان قال الشاعر
قل للذي يخرج عن شكله ... ليرتقي أسباب أوعار
كيف ترجي أن تنال العلا ... ولم تبال الدهر من عار
من فارق المعهود من زيه ... فذاك لا كاس ولا عار
ورأى إنسان على أبي طاهر الخبزارزي ثوبًا حسنًا فلامه في ذلك وعنفه فأنشد
عليّ ثياب فوق قيمتها فلس ... وفيهنّ نفس دون قيمتها الأنس
فويك صبح تحت أذياله دجى ... وثوبي ليل تحت أذياله شمس
فكل من افتخر بمجده من الأكارم ومدح اسماله ورأى اكتساءه حلل المكارم أنمى لقدره وأسمى له اقتدى بالعتابي في هذا المذهب وتختم بفصه المذهب وذلك أنه دخل على يحيى بن خالد في سمل وكان لا يبالي ما لبس فعابه عليه فقال يا أبا علي خزى الله من يرفعه هيناه جماله وماله حتى يرفعه أكبراه همته ونفسه وأصغراه قلبه ولسانه قال شاعر في المعنى الذي نحاه
لا تنظرنّ إلى الثياب فإنني ... خلق الثياب من المروأة كاسي
وقال أبو هفان وأجاد في النحو الذي أراد
تعجبت درّ من شيبي فقلت لها ... لا تعجبي قد يلوح الفجر في السدف
1 / 55