145

Gerçek Yolun Talebeleri İçin Zenginlik

الغنية لطالبي طريق الحق

Araştırmacı

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Yayın Yeri

بيروت - لبنان

Türler

(فصل) ويعتقد أهل الإسلام قاطبة أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم رسول الله، وسيد المرسلين وخاتم النبيين ﵈، وأنه مبعوث إلى الناس كافة وإلى الجن عامة. كما قال الله ﷿: ﴿وما أرسلناك إلا كافة للناس﴾ [سبأ: ٢٨]، وقال تعالى: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ [الأنبياء: ١٠٧]. وقال النبي ﷺ في حديث أبي أمامة ﵁: «إن الله فضلني على الأنبياء بأربع: أرسلني إلى الناس كافة ...» وذكر الحديث. وأنه ﷺ أعطى من المعجزات ما أعطى غيره من الأنبياء وزيادة، وقد عدها بعض أهل العلم ألف معجزة. منها القرآن المنظوم على وجه مخصوص مفارق لجميع أوزان كلام العرب ونظمه وترتيبه وبلاغته وفصاحته على وجه جاوز فصاحة كل فصيح، وبلاغة كل بليغ، وعجزت العرب أن تأتي بمثله، ولا بسورة منه كما قال الله تعالى: ﴿فأتوا بعشر سور مثله مفتريات﴾ [هود: ١٣] فلم يأتوا، ثم قال تعالى: ﴿فأتوا بسورة من مثله﴾ [البقرة: ٢٣] فعجزوا عن ذلك مع براعتهم وفصاحتهم على أهل زمانهم، وانقطعوا فظهر فضله عليهم، فلذلك صار القرآن معجزة له ﷺ، كالعصا في حق موسى ﵇ لأن موسى بعث في زمن السحرة الحذاق في صنعتهم، فتلقفت عصا موسى ﵇ ما سحروا به أعين الناس وخيلوه إليهم: ﴿فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين * وألقي السحرة ساجدين﴾ [الأعراف: ١١٩ - ١٢٠]. وكإحياء عيسى ﵇ الموتى، وإبراءه الأكمه والأبرص لأنه ﵇ بعث في زمن الناس فيه أطباء حذاق، يوقفون الأعلال والأسقام التي لا تبرأ ببراعتهم في حذق الصنعة، فانقادوا إليه وأمنوا به لمجاوزته في الصنعة عليهم وبراعته في المعجزة فيما تعاطوه منه. ففصاحة القرآن وإعجازه معجزة للنبي ﷺ كالعصا وإحياء الموتى في حق موسى وعيسى ﵉. ومن معجزاته ﵊ نبع الماء من بين أصابعه وإطعام الزاد القليل

1 / 156