العهد الأول
العهد الثاني
العهد الثالث
العهد الرابع
العهد الأول
العهد الثاني
العهد الثالث
العهد الرابع
غلواء
غلواء
Bilinmeyen sayfa
تأليف
إلياس أبو شبكة
كتبت «غلواء» بين 1926 و1932 وليس فيها من حياة المؤلف في مطلع شبابه إلا شطر ضئيل، فهي في مجموعها من صنيع الخيال لا من صنيع الواقع.
وعبثا يحاول القارئ، ولو طال الزمن ومهما يطل، أن يجد في «غلواء» مستندا لظن أو موضوعا لاجتهاد؛ فهي حياة جماعة لا حياة فرد، هي الحياة وليست حياة، هي قصيدة لا تاريخ.
تشرين الثاني 1945
العهد الأول
المريضة
1
ما أسلم القلب وأصفى السمرا
وأهنأ الشتاء في تلك القرى
Bilinmeyen sayfa
وأطول الليل به وأقصرا!
تجري الليالي عذبة كالساقيه
يضن منها بالليالي الباقيه
كأنها بقية من عافيه
في ليلة لطولها وسنانه
والأرض مما شربت نشوانه
عاد فألفى أمه سهرانه
فقال: «ما عودك الليل السهر
لم يبق إلا ساعتان للسحر ... أقرأ في وجهك، يا أم، خبر
غلواء؟ ما حل بها؟ ... شقيه!
Bilinmeyen sayfa
أما تبقى للرجا بقيه؟
مسكينة! ويل امها، صبيه!
وحاول النوم بدون جدوى
كأن في عينيه قلبا يهوى
وقلبه كان بريئا خلوا
وانتقل انتقالة عجيبه
من ألم الروح إلى غيبوبه
كشعلة في نفسه مشبوبه
طورا يرى غلواء في صباها
تشع في وجدانه عيناها
Bilinmeyen sayfa
معقودة الحسن على رياها
وتارة في كفن ملتفه
يسرح الموت عليها كفه
بحسرة عاطفة ولهفه
بارزة من فمها الأسنان
مزرقة كأنها ديدان
واللثة الحمراء زعفران
ذات شحوب راعب رهيب
كأنه لون من الذنوب
أو نفس من صدرها المكروب
Bilinmeyen sayfa
وكانت الظلمة في أشجان
والريح كالمبرد في الأبدان
والليل فيها كضمير الجاني
ولم يكد من حلمه يفيق
حتى اعتراه خدر عميق
وجن في دماغه العروق
فأبصر المريضة المحتضره
مسدولة الذوائب المبعثره
جنية هائمة في مقبره •••
وحل في أهدابه تابوت
Bilinmeyen sayfa
في قلبه صبية تموت
تموت في غيبوبة وسكره
لها من العمر ثماني عشره
وعندما أفاق من رؤياه
وحدقت إلى الدجى عيناه
رأى نياما كل من في الدار
إلا عيون الهر ذات النار
2
أمن العدل خالق الأرواح
أن يغيب الجمال قبل الصباح؟
Bilinmeyen sayfa
أمن العدل أن يرى القلب عطشا
ن، وخمر القلوب في الأقداح؟
أمن العدل أن تجول عيون
في ظلام والزيت في المصباح؟
إن تكن تحرم الطيور سماها
فلماذا خلقت ريش الجناح؟ •••
وتناءت عيناه في الشفق الأخضر
فانحطتا على فلاح
يحرث الأرض هادئا مطمئنا
فيشق الأتلام كالجراح •••
Bilinmeyen sayfa
قال: طوبى له وطوبى لنفسه
ما ألذ الصفاء في ماء كأسه!
ما أعز الأعشاب حول سواقيه
وأغناه في قناعة بؤسه
لا يرى غير حقله إن أطل الفجر
أو أقبل المسا غير أنسه
جاهل يجهل القراءة في الأسفار
لكنه حكيم بفأسه
غده مثل يومه، ليس يغشاه شقاء،
ويومه مثل أمسه •••
Bilinmeyen sayfa
ليت لي قلبه الخلي
ليت في الروح لي تقاه
ليت في مقلتي لي
مقلتيه ... وا حسرتاه!
فأرى الصبح ينجلي
عن شعاع من الحلي
ذهبي مكلل
بلجين من المياه
وأرى الله كلما
أرسل الطرف في السما
Bilinmeyen sayfa
إن فيها لمن سما
بالتقى صورة الإله
القصة
1
غلواء، ما أحلى اسمها المعطارا،
صبية تغبطها العذارى
لا يستطيع شاعر أن يبدعا
قصيدة أجمل منها مطلعا
تصور الأزهار في نوار
تنعشها ارتعاشة الأنوار
Bilinmeyen sayfa
تصور النسيم في الصباح
يهز ساق الفل والأقاح
تصور السماء في روائها
كأنها الأحلام في صفائها
تصور الأعشاب في الجبال
تحلم في مهد من الظلال
تصور الرابية الجميله
لونها ظل من الخميله
وكوم الثلج على الروابي
تطفو عليها صفرة الغياب
Bilinmeyen sayfa
وانظر أخيرا نظرة سريعه
مختلف الجمال في الطبيعه
تعرف إذن معرفة علياء
كيف السماء أبدعت غلواء
وكان في صور لها قريبه
أعطيت اسم الوردة الحبيبه
جمالها يحمل للجنون
وميضة الشهوة في العيون
تشعر، من جسدها المشتعل،
في كل عرق بدماء رجل
Bilinmeyen sayfa
تصور البركان في ثورته
تنقذف النيران من فوهته
كالمرأة البغي في مقلتها
عنصر نار قد من شهوتها
تصور الموت بناب أفعى
مريبة بين زهور تسعى
تظنها خلال وهج النور
ساقية تنساب في الزهور
تصور المصدور في خديه
تورد يطفو الصبا عليه
Bilinmeyen sayfa
تخاله الربيع عند فجره
إن أنت لم تسمع سعال صدره
ورجلا غص ببلع ريقه
فاستنجد القطرة في إبريقه
ولو درى أن هناك عقرب
لآثر الغص على أن يشرب
وانظر أخيرا نظرة سريعه
مختلف الشرور في الطبيعه
يبد لك المقت إذن فتعلم
كيف أرادت «وردة» جهنم •••
Bilinmeyen sayfa
ورغبت غلواء أن تزورا
أم الجدود الأقدمين صورا
فسافرت يخفرها الفتاء
وحسنه - تباركت غلواء ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
فينيقيا ومجدها المشيد
وملكها المعظم المؤيد
أميرة الفنون والتجاره
ومنشأ العلوم والحضاره
سلطانة البحار والأسفار
مليكة البرفير والنضار
Bilinmeyen sayfa
لؤلؤة العروش والتيجان
ومطمح اليونان والرومان
أمست بقايا وطن مدمر
من بعد عز شامخ منور
قائمة كالطلل المهجور
على مياه شاطئ في صور!
2
على ذروة بين أطلال صور
يحيط بها شجر وصخور
يقوم بناء كعش النسور
Bilinmeyen sayfa
بناء يرى العابرون عليه
نباتا ترامى على جانبيه
فغطى بعوسجه سدفتيه
كرمس قديم لمين وزور
تكلل بالشوك لا بالزهور
طلاه الظلام بلون دجاه
لكثرة ما لامسته خطاه
ومر عليه الضيا فطلاه
كأني به برج جن وحور
تردد بين ظلام ونور
Bilinmeyen sayfa
إذا النور لونه في السحر
ومد عليه ظلال الحور
تراءى كطيف خلال الشجر
أتى من دياميسه ليزور
بقايا ذراري تلك البدور
وحين يسيل اصفرار المغيب
على جانبيه بشكل كئيب
يبين كهيكل عظم مريب
أبى أن توسده في القبور
غداة تمرد، أيدي الدهور،
Bilinmeyen sayfa
بناء تزنر أسواره
خرائب تعرف أسراره
فقد عاشت الدهر سماره
فأصغ لنسأل عنه الصخور
أللحب شيد أم للشرور
أيا سائل الصخر عن جاره
دع الصخر ينطق بأخباره
فليس ضنينا بأسراره
بناه الجلال وشيد مجده
وقد كان عهد الجبابر عهده
Bilinmeyen sayfa