أشخاص الرواية
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
أشخاص الرواية
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الغلامان الأسيران
الغلامان الأسيران
Bilinmeyen sayfa
ترجمة
مارون عبود
أشخاص الرواية
رودولف:
زعيم اللصوص.
الكونت دي لنسفلد:
أبو الأسيرين وشقيق رودولف.
فريدريك (12 سنة)، ألفرد (10 سنوات):
ابنا الكونت.
بطرس:
Bilinmeyen sayfa
نائب رودولف وقهرمان الكونت سابقا.
ستارنو:
لص بثوب راهب.
لص.
لصوص وأتباع.
وقعت حوادث الرواية في جبال الألب.
الفصل الأول
(يمثل الملعب كهفا مظلما فيه أمتعة مبعثرة.)
المشهد الأول (بطرس - مرتينوس يلعبان بالورق)
بطرس :
Bilinmeyen sayfa
أص كبا.
مرتينوس :
عشرة.
بطرس :
فرشخ ديناري.
مرتينوس :
داكه، وخمسين بالبستوني.
بطرس (يطرح ورقته) :
صارت.
مرتينوس (يحسب ورقه ويقول لبطرس) :
Bilinmeyen sayfa
غلبناك، نعيما. (يلبسه القبع.)
بطرس :
ثقيل أنت ولا تطاق. (ويطرح القبع عن رأسه.)
مرتينوس :
الغلب مر، ولو بالورق. (تدق الساعة الثانية عشرة.)
بطرس ومرتينوس :
هذا نصف الليل وزعيمنا رودولف لم يأت، ماذا أصابه يا ترى؟
مرتينوس :
لا خوف على الليث في نزال الثعالب.
بطرس :
Bilinmeyen sayfa
يقصر البعيد النظر عن مخبآت القدر، فالحذر الحذر.
مرتينوس :
تحجب جبينك غيمة سوداء أيها النائب، فما هذا الاضطراب؟
بطرس :
أخاف مهاجمة مفاجئة، أما بلغك خبر ذلك الأمير الذي غادر بلاط النمسا وأقام على بضعة أميال من هنا؟ إنه ضيف ثقيل على جبل الألب ولصوصه.
مرتينوس :
نعم، وقد حشد ما ينيف على ثلاثة آلاف فارس بطل، وتحصن في قصر «الفورته موله» ولكن يصح بنا وبه قول الشاعر:
أيا دارها بالخيف إن مزارها
قريب، ولكن دون ذلك أهوال
1
Bilinmeyen sayfa
وكيف يصل إلينا ونحن أمنع من عقاب الجو، وقد قامت بيننا وبينه السراديب، والكهوف، والمنافذ الوعرة، والأنهار الطاغية؟ فلا أظنه يجرؤ على هذه المغامرة ويتحرش بالأفاعي في أوكارها.
بطرس :
من استخف بالأعداء سقط في شراك البلاء، فلنواصل السهر ونضاعف الخفر، هل الحراس في مواقفهم؟
مرتينوس :
أصبت فيما قلت، الحيلة قبل الشجاعة (يصرخ من الكواليس):
الحذر الحذر أيها الخفر (يردد الصوت ثلاث مرات كل مرة أضعف مما تقدمها) .
بطرس :
أتوصلت بدهائك إلى شيء من أسرار قصر الفورته موله؟
مرتينوس :
شكرا لهذا الثوب الرهباني الذي أتاح لي زيارة كل غرف ذلك القصر، فرأيت أسواره العابسة بوجه الإعصار تتهدد من جاوره بالويل والثبور، وقد أصلح أميره الجديد ما أفسدته به يد الدهر.
Bilinmeyen sayfa
بطرس :
ومن هو هذا الأمير؟
مرتينوس :
أمير متنكر باسم الكونت دي فورته موله، يتحدر نسبه من أشرف الأسر النمسوية.
بطرس :
ومن أين عرفت ذلك؟
مرتينوس :
من كاهن الأمير، حسبني كاهن «تورين»
2
جامع الحسنات والصدقات، فأفرغ في صدري ما وعى قلبه من الأسرار، وما درى أن الملبوس لا يعمل القسوس.
Bilinmeyen sayfa
بطرس :
دي فورته موله؟! ليس فينا أسرة بهذا الاسم.
مرتينوس :
أمثلي من تسأل عن الأسر الشريفة، وقد ربيت في مهد الفاقة في مدينة «تورين»، وترعرعت في حمأة الآثام، وتقلبت في مناصب عديدة؛ فكنت مرة متسولا وطورا لصا وغالبا من قطاع الطرق، كما تراني بخدمة سعادتكم الآن، ولم أهتم بمعرفة الشرفاء إلا لابتزاز أموالهم، أما سعادتكم فتشير حركاتكم إلى معاشرتكم غير اللصوص المتشردين.
بطرس :
نعم، عرفت عن قرب أشراف «فينا»؛
3
إذ كنت قهرمان الكونت لنسفلد ومؤدب أولاده، ثقل علي نير الخدمة فألقيته عني تاركا الكونت بعد اختلاس مبلغ طائل من صناديقه بددته كالابن الشاطر
4
في بيوت الإثم والفساد، ولم أشعر إلا ويدي فارغة وجيوبي خاوية ووجه الإفلاس يرف عليه، فانتظمت في سلك عصابة رودولف هربا من وجه العدل وطمعا بالثروة العاجلة، وها قد ارتقيت في مراتب اللصوصية فصرت نائب الزعيم، إن الذهب وافر لدي ولكنه مضرج بالدم، والتلذذ به في أعماق هذه الكهوف ضرب من المحال.
Bilinmeyen sayfa
مرتينوس :
إذا جفتنا مواطن النعيم فستطمئن لنا غدا، غدا متى عدنا إلى فضاء الحرية، وأبصرنا سماء الغد، وبفضل هذه الدنانير الصفراء نصبح من ذوي الأيادي البيضاء، بعد أن كنا نعرف بالكف السوداء، وأنا الكفيل بأن ترانا عيون البشر مثال الفضيلة.
بطرس :
هيهات ذلك أن يكون؛ فأنا رفيق رودولف في الجهاد إلى الأبد.
مرتينوس :
أتراه طويل الإقامة في هذه الكهوف؟
بطرس :
لا أخرج من هذا الوكر إلا إلى ظلمة القبر، أو إلى معانقة حبل المشنقة.
مرتينوس :
إن تصور مشنقة إيطاليا وخازوق النمسا يجعلني مع ظلمة هذا الكهف على أتم الاتفاق، آه يا سيدي على أيام صبوتي! أيام كان جرابي على كتفي أقطع الفيافي
Bilinmeyen sayfa
5
متنشقا نسيم الحرية ممزوجا بهواء الجبال النقي.
أيام فقر قد مضت وتصرمت
ممزوجة بحلاوة روحية
فالمال مع تعب الضمير مشقة
والفقر محبوب مع الحرية
بحقك يا مولاي أما أنت آسف على ملذات فينا؟
بطرس :
لا أذكر من زخارفها وبهجتها غير ولدي الكونت لنسفلد، ذينك الملكين اللذين تعشقتهما، وكانا موضوع اهتمامي واعتنائي.
يا ليت دهري يرثين لحالتي
Bilinmeyen sayfa
فلقد بليت بكل أنواع الشقا
ضرب ونهب مهنتي وخديعة
ومآثم وجرائم، فلم البقا؟
مرتينوس :
يا ليت النعمة تحرك قلب زعيمنا رودولف فيكره عيشة الكهوف ويخفض من بغضه لأشراف النمسا، يحيرني بغضه لهذه الفئة من البشر في حين أن صوته وهيئته وأطواره تدل أنه شريف الأصل.
بطرس :
إن أصله سر غير مفهوم، وقد حاولت مرارا إزاحة الستار عن هذا السر فكانت هيئته البربرية تعقد لساني .. أسمع ضجة .. هم رفاقنا .. أهيأت كل شيء؟
مرتينوس :
نعم مولاي.
بطرس :
Bilinmeyen sayfa
جهز أشهى الطعام وأجود المدام.
مرتينوس :
فليكن كما أمرت .. الوداع (يخرج).
المشهد الثاني (رودولف - بطرس - ألفرد - لصوص)
اللصوص (ينشدون) :
يا لصوص الغاب لا تخشوا الخطر
وارفعوا بالعز أعلام الظفر •••
سيروا للأمام لا تخشوا الحمام
وارهبوا الأنام في مسا وسحر •••
اضربوا انهبوا واقتلوا واسلبوا
Bilinmeyen sayfa
فاسمكم مرهب، فرائص البشر •••
سيروا للحتوف لا تخشوا الألوف
واضربوا بالسيوف كل من لكم ظهر •••
فليحي الزعيم رودولف الكريم
ركننا العظيم، وحمانا المشتهر
رودولف :
مثلكم يرتجى لبطش وغزو
وبأشباهكم نهد الجبالا
فاقحموا الليث في العرين وكونوا
للأعادي في غزوكم آجالا
Bilinmeyen sayfa
هذه غنيمتنا الباردة يا بطرس (يشير إلى الولدين)،
فكيف تراهما؟
بطرس :
من أثمن الغنائم وأجملها، لا يقل ثمنها عن عشرة آلاف فلورين.
6
رودولف :
إذا تسامحنا مع الشاري، أمر ذكرنا في خاطرك؟
بطرس :
لقد سئمت المائدة انتظار الندماء.
رودولف :
Bilinmeyen sayfa
سنوافيها ونؤنس وحدتها، سيروا أيها الأصحاب لمعاقرة المدام فنسلو مشقات الغزو ونشبع جوعكم من أشهى الطعام، وبعد هنيهة أكون بينكم أشرب الكأس على ذكر شجاعتكم وبسالتكم.
اللصوص (يخرجون منشدين) :
يا لصوص الغاب ..
فليحي الزعيم.
المشهد الثالث (رودولف - بطرس - فريدريك - ألفرد)
رودولف :
إليك يا بطرس أعهد بهذين الولدين، فاحرص عليهما حرصك على حدقة العين، ورأسك ثمنهما إذا فقدا.
بطرس :
أأطرحهما في كهف الأسرى؟
رودولف :
Bilinmeyen sayfa
فليكونا أحرارا قيد المراقبة الشديدة.
بطرس :
هذا إنعام ممتاز ما تعودت منحه إلا لفئة قليلة من البشر. أهما ابنا أمير خطير وسيد كبير؟
رودولف :
لقد كتما عني سر أبيهما، وأخفيا اسمه، ولكنني سأعرفه عما قليل، فالوداع الآن. (يخرج.)
بطرس :
سر غامض وعامل خفي يحركان هادئ نفسي، أنا الذي لا أرتجف أمام السيوف أرتعش أمام صغيرين أسيرين، رباه! ما هذا؟!
ألفرد :
أخي، أين نحن؟
بطرس :
Bilinmeyen sayfa
لا تخافا أيها الصغيران، لقد سمعتما حديث الزعيم بشأنكما، فلا أحد يمسكما بسوء في هذا المكان.
ألفرد :
ما هذه الظلمة المدلهمة؟ ماذا أرى؟ .. أين نحن يا أخي؟
بطرس :
أنتما في كهف لصوص أشقياء، ولكن بعد قليل ترجعان إلى فضاء الحرية وتبصران النور.
فريدريك :
الحرية؟ هيهات فلا أمل لي بها.
بطرس :
كن صبورا ولا تيأس؛ فنحن مع انزوائنا في أعماق الكهوف وتخلقنا بأخلاق الضواري، ورغما عن هذه السحنة الوحشية نحب صغار الأولاد، ونشفق على صباهم.
ألفرد :
Bilinmeyen sayfa
رباه! أنحن في حلم؟!
فريدريك :
إن كنت صادقا بما تقول فبرهن لنا عن إشفاقك علينا وتأثرك لتعاستنا بإرجاع الحرية والحياة لنا، أعدنا إلى حضن أمنا.
بطرس :
هذا رجاء يجرح قلبي.
فريدريك :
أية ثمرة تجنونها من أسر ولدين صغيرين؟ لسنا بأبطال عظماء ليخلد لكم أسرنا ذكرا خطيرا، فإن كنتما تعشقان الذهب أطلبه لكم من والدي، الرحمة، الحرية، الحياة!
بطرس :
تطلبان أمرا فوق طاقتي؛ فأنا النائب ورودولف الزعيم.
فريدريك :
Bilinmeyen sayfa
إذن أريد مخاطبة الزعيم.
بطرس :
وماذا تقول له؟
فريدريك :
نقرر المبلغ المطلوب لقاء إخلاء سبيلنا وانعتاقنا من هذا الأسر.
بطرس :
أنا مستعد لسماع حديثك بهذا الشأن.
فريدريك :
قل ما هو المبلغ إذن؟
بطرس :
Bilinmeyen sayfa