قالت رندة: على كل حال لا بد أن نقوم الآن إلى قسم الشرطة ونبلغ.
وقال عبد الغني: إذا لم نفعل نحن هذا فسنكون مقصرين أمام أبينا، وسيذهب هو إلى قسم الشرطة.
وقام عبد الغني وهو يقول: هيا نذهب إلى الشرطة بدلا من تضييع الوقت.
وفي قسم الشرطة تولى عبد الغني إملاء البلاغ، وكان البلاغ حاسما في تضليل كل من يحاول البحث عن أثر لصديق، ولم يذكر شيئا عن وثوقه من موته، إنما ذكر ما رأى ولم يذكر ما يظنه أو ما يرجوه.
وخرج أربعتهم إلى مواجهة الأب والأم الجازعين في البيت، وقد حاصرتهم الحيرة، لا يدريان ماذا يصنعان، يتوجسان من التأخير في هلع بالغ. وحين بلغ ركب عبد الغني البيت وجد الأب والأم معا هما من يفتحان الباب، وكانت وجوه الأربعة تحمل الخبر القاتل، فانهار صابر جالسا وصاحت الأم في لوعة: صديق، صديق.
ودخل الأربعة وأغلق الباب وقال عبد الغني: ربنا وحده القادر على أن يلهمنا الصبر.
ودون وعي قال صابر: ماذا صنعتم بابني يا عبد الغني؟
وقال عبد الغني في جزع: إنه أخونا.
وأعاد الأب جملته: ماذا صنعتم بابني يا عبد الغني؟
وقال عبد الودود: كلنا أبناؤك.
Bilinmeyen sayfa