والتفتت زهيرة إلى صديق: ألست جائعا يا صديق؟
وفي براءة وصدق: أكاد أموت من الجوع. - سأعد لك طعاما، وادخل أنت إلى الحمام، أتعرف كيف تستحم، أم أن والدتك هي التي كانت تتولى هذه المهمة؟
وفي تردد تلجلج لسانه قائلا: بل ... بل ... أعرف.
ولكن زهيرة أدركت تهيبه وقالت: تعال، سأتولى أنا حمامك، تعال.
10
صرخت الفرملة في الملاهي جحيما حين ضغط عليها وجدي في محاولته لإنقاذ صديق، والتفتت الرءوس جميعا إلى مصدر الصوت، وهرع عبد الغني يلحق به عبد الودود إلى الطريق العام، ورأيا صديق ملقى على الأرض. وفغر عبد الودود فمه وأوشك دون ريث من تفكير أن يصيح بالاسم، ولكن عبد الغني عاجله بلكزة قوية في صدره جعلت صيحته تتحول تلقائيا إلى: آه.
وهمس: ولا كلمة.
وشاهد الأخوان وجدي يحمل أخاهما ويضعه في السيارة، وينطلق قبل أن تتاح فرصة لرواد الملاهي وعابري السبيل أن يتجمعوا حول الحادثة.
وهمس عبد الودود: ألا نأخذ نمرة السيارة؟
وقال عبد الغني: وماذا نصنع بها؟ المسألة جاءت من عند ربنا، الولد مات، لا شك في ذلك. - كيف عرفت؟ - الذراعان الساقطان والرأس المائل، الولد مات. وهذا الذي حمله في السيارة سيحاول أن يدفنه في أول تربة، إنها فرصة عمر أن أحدا لم يعرفه، ولا حاول أحد من الواقفين أن يكتب رقم السيارة، سبحان الله! العبد في التفكير والرب في التدبير، جاءت من فوق! - ما كل هذه الثقة؟ - أحسها من داخلي، أنا متأكد.
Bilinmeyen sayfa