١٢١ - وَقَالَ رَجُلٌ لِأَبِي أُسَيْدٍ الْقَاضِي: إِنَّ أُمِّي تُرِيدُ أَنْ تُوصِي، فَتَحْضَرُ وَتَكْتُبُ. فَقَالَ: وَهَلْ بَلَغَتْ مَبْلَغَ النِّسَاءِ؟
١٢٢ - وَاجْتَازَ بِهِ بَائِعُ دُرَّاجٍ، فَقَالَ: بِكَمْ تَبِيعُ الدُّرَّاجَةَ؟ فَقَالَ: بِدِرْهَمٍ. فَقَالَ: لَا. قَالَ: كَذَا بِعْتُ. قَالَ: نَأْخُذُ مِنْكَ اثْنَيْنِ بِثَلَاثَةٍ. قَالَ: هُوَ لَكَ. قَالَ: يَا غُلامُ! خُذْ مِنْهُ، فَإِنَّهُ لَيُسَهِّلُ الْبَيْعَ.
١٢٣ - وَدَخَلَ حَجَّاجُ بْنُ هَارُونَ عَلَى نَجَاحٍ الْكَاتِبِ، فَذَهَبَ لِيُقَبِّلَ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: لَا تَفْعَلْ! فَإِنَّ رَأْسِي مَمْلُوءٌ بِالدُّهْنِ. فَقَالَ: وَاللهِ لَوْ أَنَّ عَلَيْهِ أَلْفَ رِطْلٍ خَرَاءً لَقَبَّلْتُهُ.
١٢٤ - وَقَالَ ابنُ سَيْفٍ الْكَاتِبُ: رَأَيْتُ جَحْظَةَ قَدْ دَعَا بنَّاءً لِيَبْنِي لَهُ حائِطًا، فَحَضَرَ وَبَنَى، فَلَمَّا أَمْسَى اقْتَضَى إِلَيْنَا الأُجْرَةَ، فَطَلَبَ إِلَيْنَا عِشْرِينَ دِرْهَمًا. فَقَالَ جَحْظَةُ: يَا هَذَا! إِنَّمَا عَمِلْتَ نِصفَ يَوْمٍ وَتَطْلُبُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا! قَالَ: أَنْتَ لَا تَدْرِي أَنِّي قَدْ بَنَيْتُ لَكَ حَائِطًا يَبْقَى مِئَةَ سَنَةٍ. فَبَيْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ سَقَطَ الْحَائِطُ، فَقَالَ جَحْظَةُ: هَذَا عَمَلُكَ الْحَسَنُ! قَالَ: فَأَرَدْتَ أَنْ يَبْقَى أَلْفَ سَنَةٍ؟ ! قَالَ: لا! وَلَكِنْ كَانَ يَبْقَى إِلَى أَنْ تَسْتَوْفِي أُجْرَتَكَ.
١٢٥ - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْبَرَاءِ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ اسْمُهُ حَنْظَلَةُ لِابْنٍ يُقَالُ لَهُ مُرَّةٌ: إِنَّكَ لَخَبِيثٌ كَاسْمِكَ. قَالَ: أَخْبَثُ مِنِّي مَنْ سَمَّانِي. قَالَ: إِنَّكَ لَمُرٌّ يَا مُرَّةُ. قَالَ: أَعْجَبَتْنِي حَلَاوَتُكَ يَا حَنْظَلَةُ. قَالَ: إِنَّكَ لَمَشْؤُومٌ حِينَ مَاتَ إِخْوَتُكَ وَبَقِيتَ. قَالَ: مَا أَكْثَر عُمُومَتِي يَا مُبَارَكُ! فَقَالَ: لَعَنَ اللهُ أمًّا وَلَدَتْكَ. قَالَ: نَعَمْ، حَيْثُ نَتَجَتْ مِنْكَ. قَالَ: مَا أَعْرَفَنِي بِخُبْثِهَا! . قَالَ: مَا كَانَتْ بِأَشَرَّ مِنْ أُمِّ زَوْجِهَا. فَقَالَ: قَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَدْعُوَ اللهَ عَلَيْكَ. قَالَ: تَدْعُو عَالِمًا بِكَ. قَالَ: مَا
1 / 55