لمؤلّفِه سامحه الله وعفا عنه:
شَغِفْتُ بِذِي حُسْنٍ مَلِيحٍ شَمَائِل ... عَلَى حُبِّهِ قَلْبي أَرَاهُ قَدِ اقْتَصَرْ
لَطِيفًا وَلكِنْ عِنْدَهُ كُلَّ جَفْوَةٍ ... ظَرِيفًا يُرَى لكِنْ فِي عَيْنِهِ حَوَرْ
يُعَرِّضُ لِي بِالْهَجْرِ فِي كُلِّ سَاعَةٍ ... وَيُولِهُ قَلْبِي بِالتَّجَنِّي إِذَا خَطَرْ
يُعَلِّقُ آمَالِي غُرُورًا وَيَنْثَنِي ... قَرِيبًا بَعِيدًا يُشْبِهُ النَّجْمَ وَالقَمَرْ
تَحَيَّرْتُ فِي أَفْعَالِهِ وَهُوَ نَافِرٌ ... وَقَدْ خِلْتُ أَنِّي مِنْهُ لا أَبْلُغُ الوَطَرْ
عَلَى أَنَّهُ مَبْدَأُ غَرَامِيَ وَلَوْعَتِي ... وَمُبْتَدَأُ يَدْرِي وَلَمْ يَدْرِ مَا الْخَبَرْ
شَكَوْتُ لَهُ تَكْدِيرَ حَالِي فَقَالَ لِي ... وَهَلْ ثَمَّ في الدُّنْيَا صَفَاءٌ بِلَا كَدَرْ
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ العَبْدُ الفَقِيرُ إلَى اللهِ تَعَالَى مرْعِي بنُ يُوسفَ الحَنْبَلِيّ المَقْدِسِيّ:
الْحَمْدُ لِلّهِ خَالِقِ الأَشْبَاحِ، وَمُدَبِّرِ الأَرْوَاحِ، وَمُقَدّرِ الغَمِّ والأَفْرَاح؛ والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى مَنْ كَانَ يَمْزَحُ وَلَا يَقُولُ إِلا حَقًّا فِي المُزاحِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أُولي المُرُوءَةِ وَالفُتُوَّةِ وَالفَلَاح.
أَمَّا بَعْدُ؛
فقد أحْبَبْتُ أنْ أضَعَ بَعْضَ لَطَائف فِي ذِكْر المُزاحِ وَبَيَانِ المَحْمُودِ مِنْهُ وَالمَذْمُومِ، وَبَعْضَ حِكَايَاتٍ تُزيلُ الْهُمُومَ عَنْ قَلْبِ المَغْمُومِ؛ وَتحْسنُ بها المعاشَرَة، وتلذُّ بها المسامرة؛ رَاجِيًا دَعْوَةَ أَخٍ صَالِحٍ مِنَ الإِخْوانِ، سَائِلًا مِنَ اللهِ العَفْوَ وَالْغفْرَانَ؛ وَسَمَّيْتُهُ "غِذاء الأَرْوَاح بِالْمُحَادَثَةِ وَالمُزاح".
1 / 25