28

غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

Yayıncı

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

المؤمنون: ﴿ألم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعَدِ غَلَبِهِم سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ . [سورة الرّوم، الآية: ١-٤] . وقد تحقّقت النبوءة القرآنية التي لا تخطئ، وفي بضع سنين أَلْحَقَت القوات البيزنطية بقيادة هرقل هزيمة ساحقة بالقوات الفارسية، استردت في أثرها بلاد الشام، وفلسطين، وأجزاء واسعة من العراق، وذهب هرقل إلى بيت المقدس لكي يسجد شكرًا لله، وغمرت الفرحة القلّة المضطهدة في ظلمات الوثنية. لكن هذا كُلُّه لم يمنع الكثرة من النصارى العرب أن تلعب دورها في العصر المدني بمواجهة الإسلام، وتتّخذ المواقف العدائية ضدّه على شتّى المستويات، بدفع من الدولة والكنيسة البيزنطية في معظم الأحيان، وبمعزلٍ عنهما في بعض الأحيان١. وبمرور الوقت، واتساع نفوذ الإسلام شمالًا، ووصول أنباء انتصاراته على الوثنية واليهودية إلى قبائل الشمال، بدأ المعسكر البيزنطي يفتح عينيه على الخطر المحدق بوجوده من جهة الجنوب، وأغلب الظّن أن الإمبراطور البيزنطي وكبار قادته تصوّروا الأمر في بدايته مجرّد اندفاع قبلي كبير صوب الشمال، أو محاولة إمارة عربية ناشئة توسيع رقعتها الجغرافية كما كانت تفعل إمارة كِندة، أو تدمر، على سبيل المثال، ورأوا أنه بإمكان

١ خليل: دراسة في السيرة ٢٨١-٢٨٢.

1 / 14