206

غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

Yayıncı

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

ولا غرابة في ذلك، فهو نبيُّ الرحمة المهداة. فها هو - أيضًا ﵊، يخفِّفُ عن أصحابه لَمَّا اشتدَّ حزنهم على مَن أُصيب في مؤتة، وبكوا: [٩٥] "وهم حوله، فقال: ما يبكيكم؟ فقالوا: وما لنا لا نبكي وقد قُتِلَ خيارنا وأشرافنا وأهل الفضل مِنَّا، قال: لا تبكوا، فإنَّما مثل أُمَّتي مثل حديقة قام عليها صاحبها فاجتثَّ١ رواكبها، وهيأ مساكنها، وحلق سعفها٢،فأطعَمَت عامًا فوجًا، ثُمَّ عامًا فوجًا، ثُمَّ عامًا فوجًا، ولعلَّ آخرها طعمًا يكون أجودها قنوانًا، وأطولها شمراخًا، والذي بعثني بالحق ليجدنَّ ابن مريم في أُمَّتي خلفًا من حواريه ". وفي رواية أخرى: "ليدركن المسيح من هذه الأُمَّة أقوام إنَّهم لمثلكم أو خير منكم - ثلاث مرَّات - ولن يخزي الله أُمةً أنا أولها والمسيح آخرها"٣.

١ اجتث: اقتلع. ٢ أي قصَّ سعف نخلها، والسعف من النخل بمثابة الورق من الشجر. ٣ أخرجه الحكيم الترمذي (نوادر الأصول ص ١٥٧) من حديث عبد الرحمن بن سمرة رضي الله تعالى عنه، بلا سند، والجزء الأخير من الحديث أخرجه ابن أبي شيبة (المصنف ٤/٥١٧)، وحسَّن ابن حجر (فتح ٧/٦) إسناده. كما أخرجه الحاكم (المستدرك ٣/٤٣) وقال عنه: صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه. وقال الذهبي: ذا مرسل، سمعه عيسى بن يونس عن صفوان، وهو منكر،.وصحَّحه المناوي (فيض القدير٥/٣٥٣) وعزاه إلى الترمذي في نوادر الأصول.

1 / 256