59

وصفه الرياضة الروحية بأنها تفريغ القلب بالخلوة، والجلوس في مكان مظلم، فإنه في مثل هذه الحالة يسمع نداء الحق تعالى ويشاهد جلال الربوبية؛ فيقول له ابن القيم: «وما أدراك أن ما يسمعه حينئذ هو هذيان روحه ووسوسة شيطانه؟! فإن الامتناع عن الأكل والاختلاء في الظلام يبعث الوساوس والجنون.» (3)

تأييده لقول الجنيد: إذا كان الأولاد عقوبة شهوة الحلال، فما ظنك بعقوبة شهوة الحرام؟ (4)

تقريره أن بعضهم بات عند السباع في البرية ليتحقق من صحة توكله على الله! (5)

قوله: إن بعض الشيوخ كان يكسل في بدايته عن قيام الليل، فألزم نفسه القيام على رأسه طول الليل؛ لتصير نفسه بحيث تجيبه إلى قيام الليل اختيارا! (6)

قوله في الإحياء: إذا طلب الرجل علم الحديث أو سافر في طلب المعاش أو تزوج؛ فقد ركن إلى الدنيا. (7)

قوله نقلا عن أبي حمزة البغدادي: «إني لأستحي من الله أن أدخل البادية وأنا شبعان، وقد اعتقدت التوكل، لئلا يكون شبعي زادا تزودت به.» (8)

تقريره ما حكاه عن أبي حسن الدينوري أنه حج اثنتي عشر حجة وهو حاف مكشوف الرأس.

قال ابن القيم:

هذا من أعظم الجهل لما في ذلك من الأذى للرأس والرجلين، ولا تسلم الأرض من الشوك والوعر، وكأن هؤلاء الصوفية ابتكروا من عند أنفسهم شريعة سموها بالتصوف وتركوا شريعة محمد

صلى الله عليه وسلم

Bilinmeyen sayfa