201

خوض الناس في ذلك فتبسم(ع)ثم قال يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن آرائهم إن الله تبارك اسمه لم يقبض رسوله(ص) (1) حتى أكمل له الدين فأنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شيء (2) بين فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج الناس إليه كملا فقال عز وجل- ما فرطنا في الكتاب من شيء (3) وأنزل عليه في حجة الوداع وهي آخر عمره- اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (4) وأمر الإمامة من تمام الدين لم يمض(ص)حتى بين لأمته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قول الحق (5) وأقام لهم عليا(ع)علما وإماما وما ترك شيئا يحتاج إليه الأمة إلا بينه فمن زعم أن الله لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله وهو كافر به هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم إن الإمامة أجل قدرا وأعظم شأنا وأعلى مكانا وأمنع جانبا وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماما باختيارهم إن الإمامة منزلة خص الله بها إبراهيم الخليل(ع)بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة وفضيلة شرفه بها وأشاد بها ذكره (6) فقال عز وجل إني جاعلك للناس إماما (7) فقال الخليل سرورا بها ومن ذريتي @HAD@ قال الله تعالى لا ينال عهدي الظالمين

في الصفوة ثم أكرمه الله عز وجل بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم

Sayfa 217