145

عن العلم (1) وأهل المعرفة مسلمون لما أمروا به ممتثلون له صابرون على ما ندبوا إلى الصبر عليه وقد أوقفهم العلم والفقه مواقف الرضا عن الله والتصديق لأولياء الله والامتثال لأمرهم والانتهاء عما نهوا عنه حذرون ما حذر الله في كتابه من مخالفة رسول الله(ص)والأئمة الذين هم في وجوب الطاعة بمنزلته لقوله- فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم (2) ولقوله أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (3) ولقوله وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين (4).

وفي قوله في الحديث الرابع من هذا الفصل حديث عبد الله بن سنان كيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدى ولا علما يرى دلالة على ما جرى وشهادة بما حدث من أمر السفراء الذين كانوا بين الإمام(ع)وبين الشيعة من ارتفاع أعيانهم وانقطاع نظامهم لأن السفير بين الإمام في حال غيبته وبين شيعته هو العلم فلما تمت المحنة على الخلق ارتفعت الأعلام ولا ترى حتى يظهر صاحب الحق(ع)ووقعت الحيرة التي ذكرت وآذننا بها أولياء الله وصح أمر الغيبة الثانية التي يأتي شرحها وتأويلها فيما يأتي من الأحاديث بعد هذا الفصل نسأل الله أن يزيدنا بصيرة وهدى ويوفقنا لما يرضيه برحمته

فصل

1 أخبرنا محمد بن همام عن بعض رجاله عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن رجل عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله(ع)أنه قال أقرب ما يكون هذه العصابة من الله وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله فحجب عنهم ولم يظهر لهم ولم يعلموا بمكانه وهم في ذلك يعلمون ويوقنون أنه لم تبطل حجة الله

Sayfa 161