213

ويغص الشارع بالدواب والبغال والحمير والضجة فلا (1) يكون لأحد موضع يمشي ولا يدخل بينهم.

قال فإذا جاء أستاذي سكنت (2) الضجة وهدأ صهيل الخيل ونهاق الحمير قال وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعا لا يحتاج (أن يتوقى من الدواب تحفه (3) ليزحمها) (4) ثم يدخل فيجلس في مرتبته التي جعلت له فإذا أراد الخروج وصاح البوابون هاتوا دابة أبي محمد سكن صياح الناس وصهيل الخيل فتفرقت (5) الدواب حتى يركب ويمضي.

وقال الشاكري واستدعاه يوما الخليفة وشق ذلك عليه وخاف أن يكون قد سعى به إليه بعض من يحسده على مرتبته من العلويين والهاشميين فركب ومضى إليه فلما حصل في الدار قيل له إن الخليفة قد قام ولكن اجلس في مرتبتك أو انصرف (6) قال فانصرف وجاء (7) إلى سوق الدواب وفيها من الضجة والمصادمة واختلاف الناس شيء كثير.

فلما دخل إليها سكن الناس وهدأت الدواب قال وجلس إلى نخاس كان يشتري له الدواب قال فجيء له بفرس كبوس لا يقدر أحد أن يدنو منه قال فباعوه إياه بوكس (8) فقال [لي] (9) يا محمد قم فاطرح السرج عليه قال فقلت (10) إنه لا يقول لي ما يؤذيني فحللت الحزام وطرحت السرج [عليه] (11)

Sayfa 216