كان القصر جميلا جدا، اشتهر بحدائقه الغناء، والبرك المعدة لصيد الأسماك فيه، وكان ملكا لطبيب الملكة الخاص، واسمه أوين، حتى اشتراه منه أحد أتباع روبرت ددلي.
الموت
لما كانت آمي روبزرات امرأة غنية بثروتها الخاصة، فقد عاشت في قصر كمنور معيشة مترفة، وكان لديها الكثير من الخدم والحشم، بينهم من يكن لها إخلاصا عظيما، ولكن إلى جانب هؤلاء كان هناك بعض العيون والأرصاد الذين وضعهم زوجها روبرت في خدمتها لتنفيذ أغراضه، ومن بينهم فورستر وفوني - وقد اشتهرا بدناءتهما ونذالتهما - وكانت بين التابعات زوجة أوين، وسيدة أخرى تدعى أدو ينجسلز، هي في الواقع خليلة فورستر.
بعد ذلك بمدة قصيرة بدأ القلق الشديد يستحوذ على آمي روبزارت؛ إذ سمعت تفاصيل كثيرة عن علاقة زوجها بالملكة، ويقال إن شخصا ما صارحها بأنها العقبة الوحيدة في سبيل وصول زوجها روبرت ددلي إلى مركز ملك إنجلترا، وبدأ الحزن العميق يدب إلى قلبها حتى امتنعت نهائيا عن مقابلة زوجها.
وفي شهر سبتمبر من نفس ذلك العام 1560، أخبرت الملكة أحد السفراء الأجانب أن زوجة اللورد روبرت تعاني أشد آلام المرض، إن لم تكن قد ماتت. مع أن المسكينة كانت في الحقيقة لا تزال ممتعة بتمام صحتها. وأرسل ذلك السفير الخبر إلى حكومته بعد أن علق عليه بقوله: إنه لا يظن أنه في حالة وفاة زوجة اللورد روبرت تقدم الملكة على الزواج من هذا اللورد .
وحدث بعد أربعة أيام من اليوم الذي ذكرت فيه الملكة للسفير الأجنبي أن زوجة اللورد روبرت مريضة جدا، أن كانت الزوجة المسكينة ملقاة في قصر كمنور وقد صعدت روحها إلى خالقها حقا، تشكو إليه ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.
كانت آمي روبزارت في يوم موتها بالذات قد سمحت لكل الخدم بالخروج، على أن بعضهم ظل معها، وتناولت السيدة أوين معها طعام الغداء، ولم يعرف أحد البتة ما حدث بعد ذلك، على أن الخدم بعد عودتهم من السوق وجدوا أن سيدتهم قد قضت نحبها بسقوطها من أعلى السلم، وقيل لهم إن قدمها زلت فوقعت برأسها على الأرض وماتت.
وبعد ثلاثة أيام كانت الأخبار قد انتشرت في كل قرية من قرى إنجلترا، وأخذ الناس يتناقشون في الحادث، وكذبوا - بسخرية قاسية - نظرية وفاة آمي روبزارت بحادث فجائي لم يكن متوقعا، واتهموا روبرت ددلي علنا بأنه المحرض على موت زوجته.
الملكة اليصابات.
وفي اليوم التالي لموت آمي كان زوجها روبرت ددلي في خدمة الملكة بقصر وندسور حين أخبروه أن خادما يدعى «بويز» حضر من قصره الخاص، وأنه يرغب في مقابلته في الحال في أمر عظيم الأهمية.
Bilinmeyen sayfa