ولما تنازل الأمير كارول عن العرش تعهد ألا يعود إلى رومانيا قبل انقضاء عشر سنوات على تنازله، وأنه حتى بعد هذه المدة يجب أن يطلب ترخيصا بالعودة من الملك.
عهد الملك الصغير
ولما توفي الملك فرديناند في 29 يوليو من عام 1927، انتقل العرش إلى حفيده الأمير ميخائيل ابن الملك كارول «الحالي»، وقد أسرع رجال البلاط الملكي الروماني إذ ذاك بإتمام إجراءات تتويج الملك الصغير؛ خوفا من عودة والده وتعرض البلاد للخطر والفتن.
وقد توج الملك ميخائيل في الأسبوع الأخير من شهر يوليو عام 1927، حيث اجتمع البرلمان الروماني في شكل مؤتمر، وأقيمت في صدر قاعة الاجتماع منصة عالية جلس عليها مطران بوخارست. وفي الساعة الثالثة بعد الظهر، نهض رئيس مجلس الشيوخ وأعلن وفاة الملك فرديناند، وتولى الأمير ميخائيل الملك، وفي تلك اللحظة دخل الأمير ميخائيل من باب القاعة وقد أمسك بيد أمه الأميرة هيلانة التي هجرها والده، فقوبلا - الابن والأم - بهتاف شديد رددت جوانب قاعة الاجتماع صداه. وكان الأمير الصغير، وهو في الخامسة من عمره، يرتدي ملابس البحارة البيضاء اللون .
ولما ساد الهدوء في القاعة أعلن أعضاء مجلس الوصاية أنهم يقبلون إدارة شئون المملكة بالنيابة عن الملك الصغير، ثم أقسموا يمين الإخلاص لجلالته، وأعلنوا بعد ذلك ثقتهم بالوزارة القائمة، وعدم قبولهم استقالتها.
وعاد الملك الطفل بعد ذلك إلى القصر الملكي مع الأميرة والدته، وكانت الجماهير المحتشدة تقابله بحماس عظيم، ولما وصل إلى جناحه الخاص بالقصر سأل أمه قائلا: لقد كان كل ما رأيته بديعا، ولكن لماذا كان الجميع يبكون؟
وكتمت أمه حزنها العظيم الذي كان الطفل لا يدرك سببه الحقيقي، وقالت له: إنهم يبكون جدك الذي مات.
فأطرق الصغير لحظة ثم سألها: ولماذا لم يعودوا ينادوني منذ أمس بيا صاحب السمو الملكي كما كانوا يفعلون قبلا؟
فأجابته: لأنك صرت الملك ميخائيل، وأصبح واجبا عليك أن تكون شريفا كثير الجد.
فسألها الولد محزونا: ولكن أخبريني يا أماه: هل ستمنعونني من اللعب بلعبي بعد اليوم؟ •••
Bilinmeyen sayfa