واكتفى الملك بأن هز كتفيه.
وفي أثناء تلك الرحلة كلها، سواء كان ذلك في طرقات مدن بلاد البلقان، أم على شواطئها، أم في غاباتها، لم يتمكن المصورون مرة واحدة من التقاط صورة الملك منفردا.
في كل مكان كان إدوارد الثامن يشاهد ممسكا بيد مسز سمبسون وعلى وجهيهما طابع البراءة والطهر الذي يحمله وجها أي عاشقين.
لم يكن الملك يهتم بالهرب من الطفيليين، بل كأننا به على العكس من ذلك، كان شديد الرغبة في أن يعرف العالم كله حبه لرفيقة سفره، ومنذ ذلك الوقت فقط، صيف عام 1936، بدأ العالم كله يعرف والي.
الصحافة
بدأت مسز سمبسون منذ ذلك الوقت تحتل الصفحات الأولى من الجرائد الأمريكية، وكانت صحف هيرست أسبق الصحف إلى نشر أخبارها، ثم تبعتها بقية الصحف الأمريكية، وقد لوحظ أنها تقدم أخبار مسز سمبسون على أخبار رئيس جمهورية الولايات المتحدة؛ المستر روزفلت، وعلى أخبار الثورة الإسبانية.
مسز سمبسون.
أما الصحف البريطانية فإنها لم تنشر شيئا عن الموضوع، ولم تشر إليه بحرف واحد، فزاد ذلك من اهتمام الصحافة الأميريكية، وأخذت تتهم الصحافة الإنجليزية بأنها مراقبة من الحكومة التي حرمت عليها نشر أخبار الملك إدوارد والمسز سمبسون.
وأما السفارة البريطانية في واشنطون فقد وقعت في حيرة شديدة، ولم يسعها إلا أن تجمع جميع ما كتبته الصحف الأمريكية في هذا الموضوع وترسله إلى وزير الخارجية الإنجليزية. ولم يكن هذا العمل سهلا؛ إذ بلغ عدد المقالات التي نشرتها الصحف والمجلات الأمريكية في يوم واحد أكثر من ثلاثة آلاف مقال كلها عن الملك إدوارد والمسز سمبسون.
وبدأ الصحفيون في أمريكا يضايقون الزائرين الإنجليز العظماء الذين كانوا يقضون عطلتهم في أمريكا، حتى اضطر كثير من هؤلاء إلى اختصار مدة إقامتهم في أمريكا؛ رغبة في التخلص من جيش الصحفيين الأمريكيين الذي كان يجتمع كل يوم عند أبواب غرفهم ؛ ليسأل كل واحد منهم رأيه في غرام ملكه إدوارد الثامن بالأمريكية الحسناء المسز سمبسون، ورأيه في احتمال زواج الملك منها.
Bilinmeyen sayfa