83

Garâib-i İghtirâb

غرائب الاغتراب ونزهة الألباب في الذهاب والإقامة والإياب

Türler

Coğrafya
) ومنهم نزهة الألباب وقرة العيون. حضرة طاهر أفندي الذي كان قاضيًا في بغداد سنة الطاعون (. وقد قاسى إذ ذاك فيها. ما يقص في أجنحة العمر قداماها وخوافيها. وقد هرب من السراي إلى الكرخ أيام ألفته. فكنت له في دفع الطعام أقوى سنان وأرقة جنة. حيث جاء إلى بيت خالي المرحوم الحاج عبد الفتاح. ولم يكن فيه إلا أرامل قد قص منهم الطاعون لا عاد منهم الجناح. فطرت إليه بجناح غيرتي. ولم أزل أحوم عليه أنا وأسرتي. حتى منعت أن تختطفه عقبان الفساد. ثم أوصلته إلى مستقر داود باشا والي بغداد. لكن عد ذلك أعظم هناتي. فجعل يغبر به وجوه غواني صفاتي. فضاق أمري. في بيان عذري. إذا محاسني اللاتي أدل بها ... عادت ذنوبًا فقل كيف أعتذر وقد رقاه القضاء والقدر. فهو اليوم مستشار قاضي عسكر. وكان لي جارًا. وكنت أسبل علي لئلا يراني إذا مر أستارًا. حيث بانني عنه ما أكره. فكنت أخاف فتكه بي ومكره. فلما اجتمعت به آنسني. وأزاح عني بيد لطفه جميع ما أوحشني. ورأيته من أعظم الناس خلقًا. وأكثرهم بالمنكرين رفقًا. فكنت أتردد إليه ويتردد إلي. ويقول لي كل مصلحة لك عسرت عليك حولها علي. فلله تعالى دره ما أكرمه وأحلمه. وما أصفى قلبه من الغش وأسلمه. وقد استحالت أخلاقه إلى خير مما كانت عليه في الزوراء. فهو في هذا العصر أطهر من ماء المعصرات حين نزولها من السماء. وفقه الله تعالى لمراضيه. وجعل مستقبل حاله متميزًا على ماضيه. ) ومنهم ذو الأخلاق الكريمة والأعراق المعظمة. حضرة مولانا توحيد أفندي القاضي السابق في مكة المكرمة (. من بيت شرف وولاية. وعلم وإرشاد وهداية. لا يجارى بمنقول ومعقول. ولا يبارى بفروع وأصول. وله في علم الفلك مرتبة متسعة العرض. فهو بطرق السماء أعرف منه بطرق الأرض. وقد نال من علم الزيج. ما يغدو منه ابن الشاطر في أمر مريج. ومن علم الأحكام. ما يلحق أيا معشر بالأنعام. هذا مع كرائم مفاخر ما نقش عطارد التصوير. في صفحة استعداد سري. ومن هنا ناداه كل منصف خبير. وإذ ابتاع كريمة أو تشتري ... فسواك بايعها وأنت المشتري وقد كان له حضرة سعيد باشا الداماد. في أيام إقباله أقوى سند وعماد. يجد في تهيئة أسباب عروجه. ويجهد في تحري الأشرف من رفيع منازل العز وبروجه. ولما عثر جواد الجد بحضرة الداماد المشار إليه دخل في عينيه من عثير ذلك العشير. ما أقذى عينيه. وبقى في ذلك العثار مهمومًا. وهكذا فليكن الصديق من عثار صديقه مهمومًا مغمومًا. نعم إن ألسنة العباد تناديه. لما ذاقت من حلاوة أخلاقه وأياديه. أرق بمرقى زحل صاعدًا ... إلى المعالي أشرف المصعد. وفض كفيض المشتري بالندى ... إذا اعتلى في بعده الأبعد وزد على المريخ سطوًا بمن ... عاداك من ذي نخوة أصيد واطلع كما تطلع شمس الضحى ... كاشفة للحندس الأسود وخذ من الزهرة أفعالها ... في عيشك المقتبل الأوغد وضاه بالأقلام في جريها ... عطارد الكاتب ذا السؤدد وباه بالمنظر بدر الدجى ... وأفضله في بهجته وازدد فقريبًا إن شاء الله تعالى يعود السعد كما كان. ويكون بينه وبين جميع آماله أسعد قران. وقد كان سلمه الله تعالى جاري. فكنت أحلي بحلي مجالسته آناء ليلي وأطراف نهاري. وأنا منه ممنون غاية الممنونية. من الله تعالى على كل منا ببلوغ كل أمنية.

1 / 83