262

ثم قال الخطيب: أنبأنا ابن زرق، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: ومات أبو العباس محمد بن يونس الكديمي يوم الخميس ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة للنصف من جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومأتين، وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي، وما رأيت أكثر ناسا من مجلسه وكان ثقة. كذا قال الخطبي. انتهى.

فكان الراجح في الكديمي أنه صدوق، وإنما كذبه من كذبه لاستبعاد بعض مفرداته وإنكارها، فكان ذلك عن ظن، وذلك لا يجب اتباعه.

وأما ترك من تركه فلا يتعين أنه بمعنى التكذيب، بل يكون الترك لأسباب من أسباب المنافرة، وقد أفاد ذلك السيوطي في اللألئ المصنوعة ( ج 1 ص 11 ) حيث قال في سليمان بن أرقم: وهو وإن كان متروكا لم يتهم بكذب ولا وضع، وكما ترك أحمد بن حنبل بعض من أجاب في المحنة لا لتهمة بالكذب، بل للإجابة في مسألة خلق القرآن.

وأما خالد بن طليق فترجمته في الميزان ولسان الميزان، وليس فيها ما يدل على سقوط روايته، بل فيها، عن الدارقطني ليس بالقوي، وهذا لا ينافي اعتبار حديثه في الشواهد وفيها. وقال الساجي: صدوق يهم، والذي أتى منه روايته غير الثقات ( كذا )، وذكره ابن حبان في الثقات.

وأما عمران بن خالد ففي لسان الميزان أنه روى عنه معلى بن هلال، وبشر بن معاذ العقدي وجماعة، وفيه أنه ضعفه أبو حاتم، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، وفيه أنه روى عن آبائه حديث: (( النظر إلى علي عبادة )).

قال الذهبي: رواه عنه يعقوب الفسوي، وهذا باطل في نقدي. انتهى.

Sayfa 262