فلم يشك عامر في أنه بين يدي ولي من أولياء الله، المرفوع عنهم الحجاب، فقال: إنه سار في مهمة، لعلك عرفتها من تلقاء نفسك.
قال: أظنه ذهب وراء يزيد بن معاوية الذي يدعونه خليفة.
فخاف عامر وسلمى أن يسمع أحد كلامه، فالتفتا فإذا هما في معزل عن الناس، فقال عامر: نعم يا سيدي.
فضرب الناسك يدا بيد، ونظر إلى السماء وقال: حماك الله يا عبد الرحمن من ذلك الخائن المنافق، كيف تركتماه يذهب في هذا الخطر العظيم؟
فلما سمعت سلمى كلامه ترامت على قدميه وصاحت: قل يا سيدي! قل لي بالله عليك، هل من خطر على عبد الرحمن؟
قال: الخطر عليه من ذلك الأبرص الذي خرج في أثره.
قال عامر: وأي أبرص يا مولاي؟ قل بالله؟ أفصح فقد أقلقتنا.
فأطرق الشيخ وظل هنيهة ساكنا، وهو يقبض على لحيته ثم يتركها ويداه ترتعشان تأثرا، فلم تعد سلمى تستطيع صبرا على سكوته فقالت: قل بالله يا سيدي. ماذا ينتظر عبد الرحمن في رحلته هذه؟ ومن هو ذلك الأبرص؟
فرفع الناسك طرف ثوبه، وغطى به رأسه وقال: ألا تعرفان ذلك الأبرص؟ ألا تعرفان شمر بن ذي الجوشن؟
فقالا بصوت واحد: بلى نعرفه، وأين هو؟
Bilinmeyen sayfa