فصاح يزيد: بورك فيكم وشد أزرنا بكم.
فقال زحر: ثم والله ما كان إلا جزر جزور أو نومة نائم حتى أتينا على آخرهم.
فابتدره يزيد وقد بغت وقال: وهل قتلتموهم جميعا؟
قال: نعم يا مولاي، وهاتيك أجسادهم مجردة، وثيابهم مرملة، وخدودهم معفرة، تصهرهم الشمس وتسفي عليهم الريح، زوارهم العقبان والرخم بقاع سبسب.
فصاح يزيد صيحة قوية وقال: والحسين؟
قال زحر: والحسين أيضا.
فدمعت عينا يزيد وأطرق وهو يقول: لعن الله ابن سمية! لقد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين. أما والله لو أني صاحبه لعفوت عنه. رحم الله الحسين . قال ذلك وانتهر الرسول وأخرجه من مجلسه ولم يصله بشيء.
فخرج الرسول ويزيد ما زال مطرقا وقد قطب حاجبيه وبان الحزن في جبهته، وفيما هو في ذلك سمع رجلا في صحن الدار يقول: جئنا برأس أحمق الناس وألأمهم.
فصاح يزيد: من ينادي هذا النداء؟
قالوا: هذا محفر بن ثعلبة ومعه جماعة يقولون إنهم جاءوا برأس الحسين.
Bilinmeyen sayfa