Endülüs'ün Geçmişi ve Günümüzü
غابر الأندلس وحاضرها
Türler
هذا ما رواه مؤرخو العرب، وإليك ما قاله مؤرخو الإفرنج في هذه الكارثة: جاء في التاريخ العام للأفيس ورامبو: صحت النية سنة 1609 على نفي العرب
Les morisques
وكانوا يؤلفون عنصرا خاصا عصي على التمثل، ولم ينزل عن مشخصاته ومميزاته على كثرة ما بذل فيليب الثاني من الجهد فوقع الاتفاق على التذرع بكل ما يمكن لإهلاكهم، فعمدت الحكومة إلى الخروج عن القانون بدعوى قيامها بما فيه سلامتها، ولإنجاز وحدة إسبانيا، وإنقاذ البلاد من أولئك المخالفين سرا للأتراك والإنجليز والفرنسيين، على حين اشتدت شوكة قرصان البحر من البربر، وهنري الرابع يضع خططه السرية؛ فحاذت إسبانيا العواقب، وقام رئيس أساقفة بلنسية يدعو إلى طرد العرب مدعيا أن منهم تسعين ألفا يستطيعون حمل السلاح، وإذا غار على إسبانيا عدوها تسوء حالها، ويحرج موقعها، وإذ كان القشتالي كسلانا فقيرا كان يكره من العرب منافستهم الشديدة له التي أكسبتهم غنى بفضل اقتصادهم، نادى رئيس الأساقفة أن مما يخشى منه أن يحتكر هؤلاء العرب جميع ثروتنا، ويؤدوا بالمسيحيين إلى العدم والشقاء، وقال غيره: إنهم يدخرون على الدوام، وعملهم عبارة عن سرقتنا، فهم الدودة التي تقرض إسبانيا.
وعلى هذا كان من التعصب الديني أن قضي على العرب، ولما تعذر تنصيرهم رأوا أن الطريق الوحيد إلى الخلاص من خطرهم المادي والمعنوي يكون بطردهم، فقوي نفوذ رجال الكهنوت على ممثلي طبقات الأشراف في البلاد، وكانت عقول هؤلاء أكثر استنارة يحرصون على الاحتفاظ بالعرب في بلادهم؛ لأنهم عاملون ينفعونهم بعملهم، ويدرون عليهم ريعا كبيرا، فقاموا ينكرون الشدة التي ارتأى أن يعمد إليها المجلس والحبر نديم الملك، فلم يلبث بقايا العرب في بلنسية والأندلس ومرسية وقشتالة وأرغون وكتلون أن غربوا (أيلول 1609-تموز 1610) وحملوا إلى إفريقية حيث هلك عدد كبير منهم، وثار أربعون ألفا منهم فاعتصموا في جبال بلنسية فذبحوا أو استعبدوا، ففقدت إسبانيا بهم على أقرب تقدير من خمسمائة إلى ستمائة ألف من أحسن العاملين في الزراعة والصناعات، وعجلت بذلك خرابها، وبعملها هذا ابتاعت وحدتها الدينية بالثمن الغالي، وفرح الرأي العام الإسباني إذ ذاك بما تم في هذا الشأن، وعدوه من أعظم الأعمال التي قامت في عهد ملكهم، ومنهم من رأوه نعمة من السماء! وقال مؤرخ إسباني: يا لسعادة ملك توفق إلى أن يعمل هذا العمل من طرد العرب، ولكن الأمم خارج إسبانيا عدوا عمل الإسبانيين من تغريب العرب جنونا؛ بل وصفه ريشليو بأنه أفظع عمل بربري ذكره تاريخ القرون.
وفي التاريخ العام أيضا أن خضوع العرب في إسبانيا قد أقلق ملوك الكاثوليك
3
وفتح أمامهم مسألة تطالوا إلى حلها بما عهد في عنصرهم من المضاء الوحشي، وبما اشتهرت به قرون التدين من التعصب، وعدم التسامح، فرأوا أن بعض مئات الألوف من الإسرائيليين والمسيحيين يكثرون سواد المخالفين، وهم كثير نسلهم لا يعلم ماذا يكون منهم، وهم على ما هم فيه من النمو يغتنمون ويعملون، فاشتد القلق من قوم يخالفون الإسبانيين بحضارتهم؛ بل يعجبون بها ولهم ميول وعقائد وعواطف تخالف ما عليه الجمهور، فبدءوا بالإسرائيليين حتى إن مايكل لوكاس أعظم سادات قشتالة ذبحه سكان حيان أمام المذبح في الكنيسة سنة 1473 لاتهامه بالعطف على الإسرائيليين.
وكان من مذابح سنة 1390 أن اضطرت ألوف من اليهود في معظم مدن قشتالة أن يتنصروا، ومنهم من دام على نصرانيته، ومنهم من رجع إلى دينه الأصلي أو كان ظاهره مسيحيا وقلبه وعاداته قلب إسرائيلي وعاده، وكان منهم طبقة غنية محترمة، وفي سنة 1481 وقع تخييرهم بين التنصير والجلاء فآثروا الثاني إلا أن ديوان التفتيش لم تأخذه بهم رحمة كما لم يشفق على المسلمين سنة 1492 فشقوا عصا الطاعة بما رأوه من تعصب الكاردينال كسيمنس
4
الذي عمد إلى تنصيرهم بأبشع الطرق من الحبس والشدة، وأخذ الأولاد، ولما فرغ صبرهم وعمدوا إلى السلاح نقض ما أعطوه من الشروط يوم تسليمهم غرناطة، ولئن فضلوا أن يتنصروا على أن يهجروا بلادهم فإنهم لم يسلموا أيضا، واشتد ديوان التفتيش في مراقبتهم، وكان الإسبانيون يرون في عمل هذا الديوان الديني سلامة عنصرهم وسلامة دينهم، ولذلك كانوا شاكرين لعمله مهما قسا وغرم.
Bilinmeyen sayfa