Endülüs'ün Geçmişi ve Günümüzü
غابر الأندلس وحاضرها
Türler
هذه زبدة مما قاله المؤرخون في فتح الأندلس، ولا شك أن قرب سواحلها من شواطئ إفريقية قد ساعد العرب كثيرا على هذا الفتح، فإن المجاز أو الزقاق كما كان يسميه العرب بين البرين بر العدوة
1
وبر الأندلس قريب جدا يسهل معه نقل الذخائر والجيش من إفريقية؛ وذلك لأن الزقاق في موضع يعرف بجزيرة طريف من بر الأندلس يقابل قصر مصمودة بإزاء سلا في الغرب الأقصى، وعرضه اثنا عشر ميلا، ومن الجزيرة الخضراء في الأندلس إلى مدينة سبتة ثمانية عشر ميلا، والباخرة تقطع المسافة اليوم من الجزيرة الخضراء أو جبل طارق إلى طنجة فرضة الغرب الأقصى فى نحو ثلاث ساعات.
وأنت ترى أن معدات الفتح عند العرب كانت قليلة، ومع هذا استصفوا الأندلس في مدة وجيزة؛ وذلك لأن الاختلاط القديم المستحكم للجوار بين أهل الأندلس وبين أهل شمالي إفريقية، وتغلب الأندلسيين أحيانا على بلاد البربر أي المغرب الأقصى والأوسط، قد هيأ لسكان البلاد بل لقوادها وحكامها من العرب أن يعرفوا معالم الأندلس ومجاهلها، ويقفوا على مواطن الضعف من حكوماتها، فقد جاءوها والاختلاف بين ملوكها على أشده، والبلاد قد جاعت قبل مجيئهم ثلاث سنين (من سنة ثمان وثمانين إلى سنة تسعين) ثم وبئت حتى مات نصف أهلها أو أكثر، وإذا صح أن الملك الأعظم في طليطلة جيش على العرب مائة ألف مقاتل وهو مستبعد، فإن جيش موسى بن نصير البالغ اثني عشر ألفا قد تغلب عليه لا بعدده بل بما للعرب من الاضطلاع بأمور الحرب. هذا، وأهل البلاد كانوا في الجملة يريدون الخلاص مما هم فيه من سوء الحال ولا سيما اليهود، فإنهم كانوا قبل بضع سنين قد ذاقوا الأمرين من حكوماتهم ومواطنيهم المسيحيين، فلما جاء العرب الفاتحون كانوا أدلاءهم وأكبر ردء لهم لعلمهم بأنه ينفس خناقهم بالفاتحين، وكان المسلمون كلما دخلوا بلدا جعلوا نصف حاميته من اليهود والنصف الآخر منهم ثقة في أبناء إسرائيل وضعها المسلمون فيهم مدة كونهم في الأندلس.
تولى البلاد المفتوحة عمال الدولة الأموية في الشرق، وتعاقب عليها قوادهم ومواليهم منذ سنة 92ه، وخطب باسم خلفائهم على منابرها، ثم خطب مدة قليلة للعباسيين
2
بعد سقوط دولة الأمويين بالمشرق حتى إذا كانت سنة 138 جاء من الشرق هاربا عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان المسمى بالداخل، فتغلب بواسطة جماعة من أهل بيته وموالي آل مروان، وبما له من العصبية في قبائل زنانة أخواله، وكانت والدته منهم، حتى استولى على الأندلسيين، وبذل أهلها له الطاعة؛ فأصلح من شأنها ورفع وأبناؤه وأحفاده من بعده شأن خلافتهم هناك، وأجمعت القلوب على حبهم، وقل المنتقضون على ملكهم المتوثبون على سلطانهم، ولقد أنصف المنصور العباسي عندما لقب عبد الرحمن الأموي بصقر قريش؛ لأنه «عبر البحر وقطع القفر، ودخل بلدا أعجميا مفردا، فمصر الأمصار، وجند الأجناد، ودون الدواوين، وأقام سلطانا بعد انقطاعه، بحسن تدبيره وشدة شكيمته.»
انقرض ملك بني مروان من الأندلس سنة 407ه على رأس مائتي سنة وثمان وستين سنة وثلاثة وأربعين يوما، بعد أن جمعوا الشمل، ورأبوا الصدع، وأحيوا المعالم، ونشروا العدل، وخدموا الحضارة، وكانت أيامهم أعراسا وأفراحا، فتفرق الملك بأيدي ملوك الطوائف فكان «كل ملك لما بيده، فضبط أشراف العمالات أزمة أمورهم، وركبوا ظهور غرورهم، وتنافسوا في انتحال الألقاب السلطانية، فأتوا من ذلك بكل شنيعة» إلى أن قام رأس المرابطين وأمير المسلمين يوسف بن تاشفين اللمتوني صاحب المغرب الأقصى، وأعاد للبلاد مع ابنه علي بن يوسف سالف نضارتها، ودعا للخلافة العباسية على منابر الأندلس، ولم تزل الدعوة للعباسيين وذكر خلفائها على منابر الأندلس والمغرب إلى أن انقطعت بقيام ابن تومرت مع المصادمة في بلاد السوس.
تنفس خناق البلاد بالقوة الجديدة التي جاءت بها دولة المرابطين؛ لشد أزر المسلمين في الأندلس، كما عادت إليهم بعض القوة على عهد الموحدين، وكان هؤلاء لا يتوقفون عن نجدة إخوانهم في الأندلس حتى إن الخليفة المنصور من الموحدين لما دنت وفاته جمع بنيه والموحدين، ووصاهم وصايا؛ منها: أيها الناس أوصيكم بتقوى الله «وأوصيكم بالأيتام واليتيمة» أراد بالأيتام أهل جزيرة الأندلس وباليتيمة بلاد الأندلس، إلا أن أحوال الجزيرة اختلت في أواخر دولة أمير المسلمين علي بن يوسف، فأوجب ذلك تخاذل المرابطين، وتواكلهم وميلهم إلى الدعة، وإيثارهم الراحة، وطاعتهم النساء؛ فهانوا على أهل الجزيرة، وقلوا في أعينهم، واجترأ عليهم العدو، واستولى النصارى على كثير من الثغور المجاورة لبلادهم، وكادت الأندلس تعود إلى سيرتها الأولى بعد انقطاع دولة بني أمية، فاستدعى عقلاء الجزيرة بني مرين من بر العدوة فجاءهم أميرها سنة 658 في جيش ضخم فملك بالأندلس ثلاثة وخمسين مسورا ما بين مدن وحصون، وهو أول من ملك العدوتين من بني مرين، وجاهد الفرنج فدوخ بلادهم، وكانت قبل جوازه إلى الأندلس تستطيل على المسلمين، وملكوا قواعد الأندلس وأكثر حصونها مثل قرطبة وإشبيلية وجيان وشاطبة ودانية ومرسية ... وغيرها، ولم تنتشر للإسلام راية منذ وقعة العقاب
3
Bilinmeyen sayfa