93

روضة العابدين

روضة العابدين

Yayıncı

مكتبة الجيل الجديد

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Yayın Yeri

صنعاء - اليمن

Türler

وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " التقوى" ومشتقاتها من الكلمات التي كثر الحديث عنها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛ أمرًا بها، وحثًا عليها، وبيانًا لثمراتها، وذكرًا للجزاء الحسن الذي ينتظر أهلها. حقيقة التقوى: التقوى هي: جعل النفس في وقاية مما يخاف، ثم صارت في عرف الشرع: حفظ النفس عما يؤثِّم، وذلك بترك المحظور، ويتم ذلك بترك بعض المباحات (^١). وقال عمر ﵁ لكعب الأحبار: يا كعب، حدثني عن التقوى؟ فقال: يا أمير المؤمنين، هل أخذت طريقًا ذا شوك؟ قال: نعم، قال: فما صنعت؟ قال: حذرتُ وشمَّرت. قال: فكذلك التقوى" (^٢). ومثله ورد عن أبي هريرة ﵁ (^٣). ويعنون بهذا: أن التقوى هي الحذر من الوقوع في طريق المعاصي، والاتجاه نحو طريق الطاعات. فأخذ هذا المعنى ابنُ المعتز فقال: خلِّ الذُّنوبَ صَغِيرَها … وكَبِيرَها فَهْوَ التُّقَى واصْنَعْ كماشٍ فَوْقَ أَرْ … ضِ الشَّوْكِ يَحْذَرُ ما يَرَى

(^١) مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني (٢/ ٥٣٠). (^٢) التذكرة في الوعظ، لابن الجوزي (ص: ١٢٣). (^٣) الدر المنثور، للسيوطي (١/ ٦١).

1 / 97