روضة العابدين
روضة العابدين
Yayıncı
مكتبة الجيل الجديد
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
Yayın Yeri
صنعاء - اليمن
Türler
فقال ﷺ: (من تعلم علمًا -مما يُبتغى به وجه الله - لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة -يعني: ريحها-) (^١). وقال ﵊: (لا تَعلَّموا العلم لتباهوا به العلماء، أو تماروا به السفهاء، ولا لتجترئوا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنارَ النار) (^٢).
فماذا سيربح من يعلِّم الناس الخير ليعملوه وهو لا يعمله؟ إن مَثَل من كان هذا حاله هو كما قال رسول الله ﷺ: (مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه) (^٣).
أو كما قال الشاعر:
وغيرُ تقيٍّ يأمرُ الناسَ بالتقى … طبيبٌ يداوي الناس وهو عليل (^٤)
أو كما قال الآخر:
يا أيها الرجل المعلِّمُ غيرَه … هلّا لنفسِك كان ذا التعليمُ؟
تصفُ الدواءَ لذي السقام وذي الضنا … كيما يصحّ به وأنت سقيمُ
ما زلتَ تلقحُ بالرشاد عقولَنا … صفةً وأنت من الرشاد عديمُ
ابدأ بنفسك فانهها عن غيّها … فإن انتهتْ عنه فأنت حكيم
فهناك يُقبل ما تقول ويُقتدى … بالرأي منك وينفع التعليم
لا تنهَ عن خُلقٍ وتأتيَ مثله … عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ! (^٥)
_________
(^١) رواه أحمد (٢/ ٣٣٨)، وأبو داود (٣/ ٣٦١)، وابن ماجه (١/ ٩٢)، وابن حبان/ (١/ ٢٧٩)، وهو صحيح.
(^٢) رواه ابن ماجه (١/ ٩٣)، وابن حبان (١/ ٢٧٨). وهو صحيح.
(^٣) رواه الطبراني، المعجم الكبير (٢/ ١٦٥)، وهو صحيح.
(^٤) لآلئ اللآلي، أبو عدي (ص: ٢٢).
(^٥) سراج الملوك، للطرطوشي (ص: ٩٥).
1 / 47