328

روضة العابدين

روضة العابدين

Yayıncı

مكتبة الجيل الجديد

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Yayın Yeri

صنعاء - اليمن

Türler

جاء في صحيح مسلم عن صهيب عن النبي ﷺ قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة قال: يقول الله ﵎: تريدون شيئًا أزيدكم فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتُنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب فما أُعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ﷿.
قال ابن القيم: " فبين ﵊ أنهم مع كمال تنعمهم بما أعطاهم ربهم في الجنة لم يعطهم شيئًا أحب إليهم من النظر إليه، وإنما كان ذلك أحب إليهم لأن ما يحصل لهم به من اللذة والنعيم والفرح والسرور وقرة العين فوق ما يحصل لهم من التمتع بالأكل والشرب والحور العين، ولا نسبة بين اللذتين والنعيمين ألبتة؛ ولهذا قال ﷾ في حق الكفار: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: ١٥]. فجمع عليهم نوعي العذاب: عذاب النار، وعذاب الحجاب عنه سبحانه، كما جمع لأوليائه نوعي النعيم: نعيم التمتع بما في الجنة، ونعيم التمتع برؤيته" (^١).
وفي حديث عمار بن ياسر عن النبي ﷺ: (… وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك) (^٢). "قال الطيبي: قيّد النظر باللذة لأن النظر إلى الله تعالى إما نظر هيبة وجلال في عرصات القيامة، وإما نظر لطف وجمال في الجنة ليؤذن بأن المراد هذا" (^٣).

(^١) إغاثة اللهفان، لابن القيم (١/ ٣٢).
(^٢) رواه النسائي (٣/ ٥٤)، والحاكم (١/ ٦٩٧)، وهو صحيح.
(^٣) مشكاة المصابيح مع شرحه مرعاة المفاتيح، للتبريزي (٨/ ٦٠١).

1 / 332