Mekke Fetihleri
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
Yayıncı
دار إحياء التراث العربي
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
1418هـ- 1998م
Yayın Yeri
لبنان
ولكن للعيان لطيف معنى . . . لذا سأل المعاينة الكليم بل أقول أن حقيقة سر القدم الذي هو حق اليقين لأنه لا يعاين فلم يشاهده لرجوعه لذات موجده ولو علم ذات موجده لكان نقصا في حقه فغاية كماله في معرفة نفسه بوجودها بعد أن لم تكن عينا هذا فصل عجيب أن تدبرته قوفت على عجائب فافهم تكملة اتصلت اللام بالراء اتصال اتحاد نطقا من حيث كونهما صفتين باطنتين فسهل عليهما الاتحاد ووجدت الحاء التي هي الكلمة المعبر عنها بالمقدور للراء منفصلة عن الراء التي هي القدرة ليتميز المقدور من القدرة ولئلا نتوهم الحاء المقدورة أنها صفة ذات القدرة فوقع الفرق بين القديم والمحدث فافهم يرحمك الله ثم لتعلم أن رحمن هو الاسم وهو للذات والألف واللام اللذان للتعريف هما الصفات ولذلك يقال رحمان مع زوالهما كما يقال ذات ولا تسمى صفة معهما انظر في اسم مسيلمة الكذاب تسمى برحمان ولم يهد إلى الألف واللام لأن الذات محل الدعوى عند كل أحد وبالصفات يفتضح المدعي فرحمان مقام الجمع وهو مقام الجهل أشرف ما يرتقي إليه في طريق الله الجهل به تعالى ومعرفته الجهل به فإنها حقيقة العبودية قال تعالى ' وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ' فجردك ومما يؤيد هذا قوله تعالى ' وما أوتيتم من العلم إلا قليلا وقوله ' الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته ' فبحقيقة الاستخلاف سلب مسيلمة وإبليس والدجال وكان من حالهم ما علم فلو استحقوه ذاتا ما سلبوه البتة ولكن إن نظرت بعين التنقيذ والقبول الكلي لا بعين الأمر وجدت المخالف طائعا والمعوج مستقيما والكل داخل في الرق شاؤا أم أبوا فأما إبليس ومسيلمة فصرحا بالعبودية والدجال أبى فتأمل من أين تكلم كل واحد منهم وما الحقائق التي لاحت لهم حتى أوجبت لهم هذه الأحوال تتمة لما نطقنا بقوله بسم الله الرحمن الرحيم لم يظهر للألف واللام وجود فصار الاتصال من الذات للذات والله والرحمن اسمان للذات فرجع على نفسه بنفسه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك منك لما انتهى إلى الذات لم ير غيرا وقد قال أعوذ بك ولا بد من مستعاذ منه فكشف له عنه فقال منك ومنك هو والدليل عليه أعوذ ولا يصح أن يفصل فإنه في الذات ولا يجوز التفصيل فيها فتبين من هذا أن كلمة الله هي العبد فكما أن لفظة الله للذات دليل كذلك العبد الجامع الكلي فالعبد هو كلمة الجلالة قال بعض المحققين في حال ما أنا الله وقالها أيضا بعض الصوفية من مقامين مختلين وشتان بين مقام المعنى ومقام الحرف الذي وجد له فقابل تعالى الحرف بالحرف أعوذ برضاك من سخطك وقابل المعنى بالمعنى وأعوذ بك منك وهذا غاية المعرفة . ' خاتمة ' ولعلك تفرق بين الله وبين الرحمن لما تعرض لك في القرآن قوله تعالى اعبدوا الله ولم يقولوا وما الله ولما قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن ولهذا كان النعت أولى من البدل عند قوم وعند آخرين البدل أولى لقوله تعالى : ' قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ' فجعلها للذات ولم تنكر العرب كلمة الله فإنهم القائلون ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى فعلموه ولما كان الرحمن يعطي الاشتقاق من الرحمة وهي صفة موجودة فيهم خافوا أن يكون المعبود الذي يدلهم عليه من جنسهم فأنكروا وقالوا وما الرحمن لما لم يكن من شرط كل كلام أن يفهم معناه ولهذا قال ' قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ' لما كان اللفظان راجعين إلى ذات واحدة وذلك حقيقة العبد والباري منزه عن إدراك التوهم والعلم المحيط به جل عن ذلك وصل في قوله الرحيم من البسملة الرحيم صفة محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى ' بالمؤمنين رؤوف رحيم ' وبه كمال الوجود وبالرحيم تمت البسملة وبتمامها تم العالم خلقا وإبداعا وكان عليه السلام مبتدأ وجود العالم عقلا ونفسا متى كنت نبيا قال وآدم بين الماء والطين فبه بدئ الوجود باطنا وبه ختم المقام ظاهرا في عالم التخطيط فقال لا رسول بعدي ولا نبي فالرحيم هو محمد صلى الله عليه وسلم وبسم هو أبونا آدم وأعني في مقام ابتداء الأمر ونهايته وذلك أن آدم عليه السلام هو حامل الأسماء قال تعالى ' وعلم آدم الأسماء كلها ' ومحمد صلى الله عليه وسلم حامل معاني تلك الأسماء التي حملها آدم عليهما السلام وهي الكلم قال صلى الله عليه وسلم أوتيت جوامع الكلم ومن أثنى على نفسه أمكن وأتم ممن أثنى عليه كيحيى وعيسى عليهما السلام ومن حصل له الذات فالأسماء تحت حكمه وليس من حصل الأسماء أن يكون المسمى محصلا عنده وبهذا فضلت الصحابة علينا فإنهم حصلوا الذات وحصلنا الاسم ولما راعينا الاسم مراعاتهم الذات ضوعف لنا الأجر ولحسرة الغيبة التي لم تكن لهم فكان تضعيف على تضعيف فنحن الإخوان وهم الأصحاب وهو صلى الله عليه وسلم إلينا بالأشواق وما أفرحه بلقاء واحد منا وكيف لا يفرح وقد ورد عليه من كان بالأشواق إليه فهل تقاس كرامته به وبره وتحفيه وللعامل منا أجر خمسين ممن يعمل بعمل أصحابه لا من أعيانهم لكن من أمثالهم فذلك قوله بل منكم فجدوا واجتهدوا حتى يعرفوا أنهم خلفوا بعدهم رجالا لو أدركوه ما سبقوهم إليه ومن هنا تقع المجازاة والله المستعان تنبيه ثم لتعلم أن بسم الله الرحمن الرحيم أربعة ألفاظ لها أربعة معان فتلك ثمانية وهم حملة العرش المحيط وهم من العرش وهناهم الحملة من وجه والعرش من وجه فانظر واستخرج من ذاتك لذاتك تنبيه ثم وجدنا ميم بسم الذي هو آدم عليه السلام معرقا ووجدنا ميم الرحيم معرقا الذي هو محمد صلى الله عليه وسلم تسليما فعلمنا أن مادة ميم آدم عليه السلام لوجود عالم التركيب إذ لم يكن مبعوثا وعلمنا أن مادة ميم محمد صلى الله عليه وسلم لوجود الخطاب عموما كما كان آدم عندنا عموما فلهذا امتدا إنباه قال سيدنا الذي لا ينطق عن الهوى إن صلحت أمتي فلها يوم وإن فسدت فلها نصف يوم واليوم رباني فإن أيام الرب كل يوم من ألف سنة مما نعد بخلاف أيام الله وأيام ذي المعارج فإن هذه الأيام أكبر فلكا من أيام الرب وسيأتي إن شاء الله ذكرها في داخل الكتاب في معرفة الأزمان وصلاح الأمة بنظرها إليه صلى الله عليه وسلم وفسادها بإعراضها عنه فوجدنا بسم الله الرحمن الرحيم يتضمن ألف معنى كل معنى لا يحصل إلا بعد انقضاء حول ولابد من حصول هذه المعاني التي تضمنها بسم الله الرحمن الرحيم لأنه ما ظهر إلا ليعطي معناه فلابد من كمال ألف سنة لهذه الأمة وهي في أول دورة الميزان ومدتها ستة آلاف سنة روحانية محققة ولهذا ظهر فيها من العلوم الإلهية ما لم يظهر في غيرها من الأمم فإن الدورة التي انقضت كانت ترابية فغاية علمهم بالطبائع والإلهيون فيهم غرباء قليلون جدا يكاد لا يظهر لهم عين ثم أن المتأله منهم ممتزج بالطبيعة ولا بد والمتأله منا صرف خالص لا سبيل لحكم الطبع عليه مفتاح ثم وجدنا في الله وفي الرحمن ألفين ألف الذات وألف العلم ألف الذات خفية وألف العلم ظاهرة لتجلي الصفة على العالم ثم أيضا خفيت في الله ولم تظهر لرفع الالتباس في الخط بين الله واللاه ووجدنا في بسم الذي هو آدم عليه السلام ألفا واحدة خفيت لظهور الباء ووجدنا في الرحيم الذي هو محمد صلى الله عليه وسلم ألفا واحدة ظاهرة وهي ألف العلم ونفس سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذات فخفيت في آدم عليه السلام الألف لأنه لم يكن مرسلا إلى أحد فلم يحتج إلى ظهور الصفة وظهرت في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لكونه مرسلا فطلب التأييد فأعطى الألف فظهر بها ثم وجدنا الباء من بسم قد عملت في ميم الرحيم فكان عمل آدم في محمد صلى الله عليه وسلم وجود التركيب وفي الله عمل سبب داع وفي الرحمن عمل بسبب مدعو ولما رأينا أن النهاية أشرف من البداية قلنا من عرف نفسه عرف ربه والاسم سلم إلى المسمى ولما علمنا أن روح الرحيم عمل في روح بسم لكونه نبيا وآدم بين الماء والطين ولولا هماما كان سمى آدم علمنا أن بسم هو الرحيم إذ لا يعمل شيء إلا من نفسه لا من غيره فانعدمت النهاية والبداية والشرك والتوحيد وظهر عز الاتحاد وسلطانه فمحمد للجمع وآدم للتفريق إيضاح الدليل على أن الألف في قوله الرحيم ألف العلم قوله ' ولا خمسة إلا هو سادسهم ' وفي ألف باسم ' ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ' فالألف الألف ولا أدنى من ذلك باطن التوحيد ولا أكثر يريد ظاهره ثم خفيت الألف في آدم من باسم لأنه أول موجود ولم يكن له منازع يدعى مقامه . بين الله واللاه ووجدنا في بسم الذي هو آدم عليه السلام ألفا واحدة خفيت لظهور الباء ووجدنا في الرحيم الذي هو محمد صلى الله عليه وسلم ألفا واحدة ظاهرة وهي ألف العلم ونفس سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذات فخفيت في آدم عليه السلام الألف لأنه لم يكن مرسلا إلى أحد فلم يحتج إلى ظهور الصفة وظهرت في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لكونه مرسلا فطلب التأييد فأعطى الألف فظهر بها ثم وجدنا الباء من بسم قد عملت في ميم الرحيم فكان عمل آدم في محمد صلى الله عليه وسلم وجود التركيب وفي الله عمل سبب داع وفي الرحمن عمل بسبب مدعو ولما رأينا أن النهاية أشرف من البداية قلنا من عرف نفسه عرف ربه والاسم سلم إلى المسمى ولما علمنا أن روح الرحيم عمل في روح بسم لكونه نبيا وآدم بين الماء والطين ولولا هماما كان سمى آدم علمنا أن بسم هو الرحيم إذ لا يعمل شيء إلا من نفسه لا من غيره فانعدمت النهاية والبداية والشرك والتوحيد وظهر عز الاتحاد وسلطانه فمحمد للجمع وآدم للتفريق إيضاح الدليل على أن الألف في قوله الرحيم ألف العلم قوله ' ولا خمسة إلا هو سادسهم ' وفي ألف باسم ' ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ' فالألف الألف ولا أدنى من ذلك باطن التوحيد ولا أكثر يريد ظاهره ثم خفيت الألف في آدم من باسم لأنه أول موجود ولم يكن له منازع يدعى مقامه .
Sayfa 158