Mekke Fetihleri
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
Yayıncı
دار إحياء التراث العربي
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
1418هـ- 1998م
Yayın Yeri
لبنان
هذه حالة العوالم فانظر . . . لحياة غريبة في موات اعلم أيدنا الله وإياك بروح منه إنا كنا شرطنا أن نتكلم في الحركات في فصل الحروف لم أطلق عليها الحروف الصغار ثم إنه رأينا أنه لا فائدة في امتزاج عالم الحركات بعالم الحروف إلا بعد نظام الحروف وضم بعضها إلى بعض فتكون كلمة عند ذلك من الكلم وانتظامها ينظر إلى قوله تعالى في خلقنا ' فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ' وهو ورود الحركات على هذه الحروف بعد تسويتها فتقوم نشأة أخرى تسمى كلمة كما يسمى الشخص الواحد منا إنسانا فكهذا انتشأ عالم الكلمات والألفاظ من عالم الحروف فالحروف للكلمات مواد كالماء والتراب والنار والهواء لإقامة نشأة أجسامنا ثم نفخ الروح الأمري فكان إنسانا كما قبلت الريح عند استعدادها نفخ الروح الأمري فكان جانا كما قبلت الأنوار عند استعدادها نفخ الروح فكانت الملائكة ومن الكلم ما يشبه الإنسان وهو أكثرها ومنها ما يشبه الملائكة والجن وكلاهما جن وهو أقلها كالباء الخافضة واللام الخافضة والمؤكدة وواو القسم وبائه وتائه وواو العطف وفائه والقاف من ق والشين من ش والعين من ع إذا أمرت بها من الوقاية والوشي والوعي وما عدا هذا الصنف المفرد فهو أشبه شيء بالإنسان وإن كان المفرد يشبه باطن الإنسان فإن باطن الإنسان جان في الحقيقة فلما كان عالم الحركات لا يوجد إلا بعد وجود الذوات المتحركة بها وهي الكلمات المنشآت من الحروف أخرنا الكلام عليها عن فصل الحروف إلى فصل الألفاظ ولما كانت الكلمات التي أردنا أن نذكرها في هذا الباب عن جملة الألفاظ أردنا أن نتكلم في الألفاظ على الإطلاق وحصر عالمها ونسبة هذه الحركات منها بعدما نتكلم أولا على الحركات على الإطلاق ثم بعد ذلك نتكلم على الحركات المختصة بالكلمات التي هي حركات اللسان وعلاماتها التي هي حركات الخط ثم بعد ذلك نتكلم على الكلمات التي توهم التشبيه كما ذكرناه ولعلك تقول هذا العالم المفرد من الحروف الذي قبل الحركة دون تركيب كباء الخفض وشبهه من المفردات كنت تلحقه بالحروف لانفراده فإن هذا هو باب التركيب وهو الكلمات قلنا ما نفخ في باء الخفض الروح وأمثاله من مفردات من الحروف أرواح الحركات ليقوموا بأنفسهم كما قام عالم الحروف وحده دون الحركات وإنما نفخ فيه الروح من أجل غيره فهو مركب ولذلك لا يعطى ذلك حتى يضاف إلى غيره فيقال بالله وتالله ووالله لأعبدن وسأعبد أقنتي لربك واسجدي وما أشبه ذلك ولا معنى له إذا أفردته غير معنى نفسه وهذه الحقائق التي تكون عن التركيب توجد بوجوده وتعدم بعدمه فإن الحيوان حقيقته لا توجد أبدا إلا عند تألف حقائق مفردة معقولة في ذواتها وهي الجسمية والتغذية والحس فإذا تألف الجسم والغذاء والحس ظهرت حقيقة الحيوان ليس هي الجسم وحده ولا الغذاء وحده ولا الحس وحده فإذا أسقطت حقيقة الحس وألفت الجسم والغذاء قلت نبات حقيقة ليست الأولى ولما كانت الحروف المفردة التي ذكرناها مؤثرة في هذا التركيب الآخر اللفظي الذي ركبناه لإبراز حقائق لا تعقل عند السامع إلا بها لهذا شبهناها لكم المتوصل بالعالم الروحاني كالجن ألا ترى الإنسان يتصرف بين أربع حقائق حقيقة ذاتية وحقيقة ربانية وحقيقة شيطانية وحقائق ملكية وسيأتي ذكر هذه الحقائق مستوفي في باب المعرفة للخواطر من هذا الكتاب وهذا في عالم الكلمات دخول حرف من هذه الحروف على عالم الكلمات فتحدث فيه ما تعطيه حقيقتها فافهم هذا فهمنا الله وإياكم سرائر كلمه ' نكتة وإشارة ' قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ' أوتيت جوامع الكلم . وقال تعالى ' وكلمته ألقاها إلى مريم ' وقال ' وصدقت بكلمات ربها وكتابه ' ويقال ' قطع الأمير يد السارق وضرب الأمير اللص ' فمن ألقى عن أمره شيء فهو ألقاه فكان الملقي محمد عليه السلام ألقى عن الله كلمات العالم بأسره من غير استثناء شيء منه البتة فمنه ما ألقاه بنفسه كأرواح الملائكة وأكثر العالم العلوي ومنه أيضا ما ألقاه عن أمره فيحدث الشيء عن وسائط كبرة الزراعة ما تصل إلى أن تجري في أعضائك روحا مسبحا وممجدا إلا بعد أدوار كثيرة وانتقالات في عالم وتنقلب في كل عالم من جنسه على شكل أشخاصه فرجع الكل في ذلك إلى من أوتي جوامع الكلم فنفخ الحقيقة الإسرافيلية من المحمدية المضافة إلى الحق نفخها كما قال تعالى : ' ويوم تنفخ في الصور ' بالنون وقرئ بالياء وضمها وفتح الفاء والنافخ إنما هو إسرافيل عليه السلام والله قد أضاف النفخ إلى نفسه فالنفخ من إسرافيل والقبول من الصور وسر الحق بينهما هو المعني بين النافخ والقابل كالرابط من الحروف بين الكلمتين وذلك هو سر الفعل الأقدس الأنزه الذي لا يطلع عليه النافخ ولا القابل فعلى النافخ أن ينفخ وعلى النار أن تتقد والسراج أن ينطفئ والاتقاد والانطفاء بالسر الإلهي فنفخ فيها فتكون طائرا بإذن الله قال تعالى ' ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ' والنفخ واحد والنافخ واحد والخلاف في المنفوخ فيه بحكم الاستعداد وفقد خفي السر الإلهي بينهما في كل حالة فتفطنوا يا إخواننا لهذا الأمر الإلهي واعلموا أن الله عزيز حكيم لا يتوصل أحد إلى معرفة كنه الألوهة أبدا ولا ينبغي لها أن تدرك عزت وتعالت علوا كبيرا فالعالم كله من أوله إلى آخره مقيد بعضه ببعضه عابد بعضه بعضا معرفتهم منهم البهم وحقائقهم منبعثة عنهم بالسر الإلهي الذي لا يدركونه وعائدة عليهم فسبحان من لا يجاري في سلطانه ولا يداني في إحسانه لا إله إلا هو العزيز الحكيم فبعد فهم جوامع الكلم الذي هو العلم الإحاطي والنور الإلهي الذي اختص به سر الوجود وعمد القبة وساق العرش وسبب ثبوت كل ثابت محمد صلى الله عليه وسلم فاعلموا وفقكم الله أن جوامع الكلم من عالم الحروف ثلاثة ذات غنية قائمة بنفسها وذات فقيرة إلى هذه الغنية غير قائمة بنفسها ولكن يرجع منها إلى الذات الغنية وصف تتصف به يطلبها بذاته فإنه ليس من ذاتها إلا بمصاحبة هذه الذات لها فقد صح أيضا من وجه الفقر للذات الغنية القائمة بنفسها كما صح للأخرى وذات ثالثة رابطة بين ذاتين غنيتين أو ذاتين فقيرتين أو ذات فقيرة وذات غنية وهذه الذات الرابطة فقيرة لوجود هاتين الذاتين ولابد فقد قام الفقر والحاجة بجميع الذوات من حيث افتقار بعضها إلى بعض وإن اختلفت الوجوه حتى لا يصح الغنى على الإطلاق إلا لله تعالى الغني الحميد من حيث ذاته فلنسم الغنية ذاتا والذات الفقيرة حدثا والذات الثالثة رابطة فنقول الكلم محصور في ثلاث حقائق ذات وحدث ورابطة وهذه الثلاثة جوامع الكلم فيدخل تحت جنس الذات أنواع كثيرة من الذوات وكذلك تحت جنس كلمة الحدث والرابط ولا نحتاج إلى تفصيل هذه الأنواع ومساقها في هذا الكتاب وقد اتسع القول في هذه الأنواع في تفسير القرآن لنا وإن شئت أن تقيس على ما ذكرناه فانظر في كلام النحويين وتقسيمهمالكلم وفي الاسم والفعل والحرف وكذلك المنطقيين فالاسم عندهم هو الذات عندنا والفعل عندهم هو الحدث عندنا والحرف عندهم هو الرابطة عندنا وبعض الأحداث عندهم بل كلها أسماء كالقيام والقعود والضرب وجعلوا الفعل كل كلمة مقيدة بزمان معين ونحن إنما قصدنا بالكلمات الجري على الحقائق بما هي عليه فجعلنا القيام وقام ويقوم وقم حدثا وفصلنا بينهم بالزمان المبهم والمعين وقد تفطن لذلك الزجاجي فقال والحدث الذي هو القيام مثلا هو الصدر يريد هو الذي صدر من المحدث وهو اسم الفعل يريد أن القيام هذه الكلمة اسم لهذه الحركة المخصوصة من هذا المتحرك الذي بها سمي قائما فتلك الهيئة هي التي سميت قياما بالنظر إلى حال وجودها وقام بالنظر إلى حال انقضائها وعدمها ويقوم وقم بالنظر إلى توهم وقوعها ولا توجد أبدا إلا في متحرك فهي غير قائمة بنفسها ثم قال والفعل يريد لفظة قام ويقوم لانفس الفعل الصادر من المتحرك قائما مثلا مشتق منه الهاء تعود على لفظة اسم الفعل الذي هو القيام مأخوذ يعني قام ويقوم من القيام لأن النكرة عنده قبل المعرفة والمبهم نكرة والمختص معرفة والقيام مجهول الزمان وقام مختص الزمان ولو دخلت عليه أن ويقوم مختص الزمان ولو دخلت عليه لم وهذا مذهب من يقول بالتحليل أنه فرع عن التركيب وأن المركب وجد مركبا وعلى مذهب من يقول بالتفريق وإن التركيب طارئ طرأ التنكير بكونه شورك في تلك اللفظة فاحتيج إلى التعريف بالنعت والبدل وشبه ذلك فالمعرفة أسبق من النكرة عند المحققين وإن كان لهؤلئك وجه ولكن هذا أليق وأما نحن ومن جرى مجرانا ورقي مرقانا الأشمخ فغرضنا أمر آخر ليس هو قول أحدهما مطلقا إلا بنسب وإضافات ونظر إلى وجوه ما يطول ذكرها ولا تمس الحاجة إليها في هذا الكتاب إذ قد ذكرناها في غيره من تواليفنا فلنبين أن الحركات على قسمين حركة جسمانية وحركة روحانية والحركة الجسمانية لها أنواع كثيرة سيأتي ذكرها في داخل الكتاب وكذلك الروحانية ولا نحتاج منها في هذا الكتاب إلا إلى حركات الكلام لفظا وخطا فالحركات الرقمية كالأجسام والحركات اللفظية لها كالأرواح والمتحركات على قسمين والمتحرك ببعضها كالأسماء التي لا تنصرف في حال كونها لا تنصرف فإنها قد تنصرف في التنكير والإضافة كالدال من أحمد والمتمكن كل متحرك ثبت على حركة واحدة ولم ينتقل عنها كالأسماء المبنية مثل هؤلاء وحذام وكحروف الأسماء المعربة التي قبل حرف الإعراب منها كالزاي والياء من زيد وشبهه واعلم أن أفلاك الحركات هي أفلاك الحروف التي تلك الحركات عليها لفظا وخطا فانظره هناك ولها بسائط وأحوال ومقامات كما كان للحروف نذكرها في كتاب المبادي المخصوص بعلم الحروف إن شاء الله وكما ثبت التلوين والتمكين للذات كذلك ثبت للحدث والرابط ولكن في الرفع والنصب وحذف الوصف وحذف الرسم ويكون تلوين تركيب الرابط لأمرين بالموافقة والاستعارة والاضطرار فبالموافقة وهو الاتباع هذا ابنم ورأيت ابنما وعجبت من ابنم وبالاستعارة حركة النقل كحركة الدال من قد أفلح في قراءة من نقل وبالاضطرار التحريك لالتقاء الساكنين وقد تكون حركة الاتباع الموافق في التركيب الذاتي وإن كان أصل الحروف كلها التمكين وهو البناء مثل الفطرة فينا وهنا أسرار لمن تفطن ولكن الوالدان ينقلان عن الفطرة المقيدة لا الفطرة المطلقة . ه الهاء تعود على لفظة اسم الفعل الذي هو القيام مأخوذ يعني قام ويقوم من القيام لأن النكرة عنده قبل المعرفة والمبهم نكرة والمختص معرفة والقيام مجهول الزمان وقام مختص الزمان ولو دخلت عليه أن ويقوم مختص الزمان ولو دخلت عليه لم وهذا مذهب من يقول بالتحليل أنه فرع عن التركيب وأن المركب وجد مركبا وعلى مذهب من يقول بالتفريق وإن التركيب طارئ طرأ التنكير بكونه شورك في تلك اللفظة فاحتيج إلى التعريف بالنعت والبدل وشبه ذلك فالمعرفة أسبق من النكرة عند المحققين وإن كان لهؤلئك وجه ولكن هذا أليق وأما نحن ومن جرى مجرانا ورقي مرقانا الأشمخ فغرضنا أمر آخر ليس هو قول أحدهما مطلقا إلا بنسب وإضافات ونظر إلى وجوه ما يطول ذكرها ولا تمس الحاجة إليها في هذا الكتاب إذ قد ذكرناها في غيره من تواليفنا فلنبين أن الحركات على قسمين حركة جسمانية وحركة روحانية والحركة الجسمانية لها أنواع كثيرة سيأتي ذكرها في داخل الكتاب وكذلك الروحانية ولا نحتاج منها في هذا الكتاب إلا إلى حركات الكلام لفظا وخطا فالحركات الرقمية كالأجسام والحركات اللفظية لها كالأرواح والمتحركات على قسمين والمتحرك ببعضها كالأسماء التي لا تنصرف في حال كونها لا تنصرف فإنها قد تنصرف في التنكير والإضافة كالدال من أحمد والمتمكن كل متحرك ثبت على حركة واحدة ولم ينتقل عنها كالأسماء المبنية مثل هؤلاء وحذام وكحروف الأسماء المعربة التي قبل حرف الإعراب منها كالزاي والياء من زيد وشبهه واعلم أن أفلاك الحركات هي أفلاك الحروف التي تلك الحركات عليها لفظا وخطا فانظره هناك ولها بسائط وأحوال ومقامات كما كان للحروف نذكرها في كتاب المبادي المخصوص بعلم الحروف إن شاء الله وكما ثبت التلوين والتمكين للذات كذلك ثبت للحدث والرابط ولكن في الرفع والنصب وحذف الوصف وحذف الرسم ويكون تلوين تركيب الرابط لأمرين بالموافقة والاستعارة والاضطرار فبالموافقة وهو الاتباع هذا ابنم ورأيت ابنما وعجبت من ابنم وبالاستعارة حركة النقل كحركة الدال من قد أفلح في قراءة من نقل وبالاضطرار التحريك لالتقاء الساكنين وقد تكون حركة الاتباع الموافق في التركيب الذاتي وإن كان أصل الحروف كلها التمكين وهو البناء مثل الفطرة فينا وهنا أسرار لمن تفطن ولكن الوالدان ينقلان عن الفطرة المقيدة لا الفطرة المطلقة . كذلك الحروف متمكنة في مقامها لا تختل ثابتة مبنية كلها ساكنة في حالها فأراد اللافظ أن يوصل إلى السامع ما في نفسه فافتقر إلى التلوين فحرك الفلك الذي عنه توجد الحركات عند أبي طالب وعند غيره هو المتقدم واللفظ أو الرقم عن ذلك الفلك وهذا موضع طلب لمريدي معاينة الحقائق وأما نحن فلا نقول بقول أبي طالب ونقتصر ولا بقول الآخر ونقتصر فإن كل واحد منهما قال حقا من جهة ما ولم يتمم فأقول إن الحقائق الأول الإلهية تتوجه على الأفلاك العلوية بالوجه الذي تتوجه به على محال آثارها عند غير أبي طالب المكي وتقبل كل حقيقة على مرتبتها ولما كانت تلك الأفلاك في اللطافة أقرب عند غير أبي طالب إلى الحقائق كان قبولها أسبق لعدم الشغل وصفاء المحل من كدورات العلائق فإنه نزيه فلهذا جعلها السبب المؤثر ولو عرف هذا القائل أن تلك الحقائق الأول إنما توجهت على ما يناسبها في اللطافة وهو أنفاس الإنسان فتحرك الفلك العلوي الذي يناسبه عالم الأنفاس وهذا مذهب أبي طالب ثم يحرك ذلك الفلك العلوي العضو المطلوب بالغرض المطلوب بتلك المناسبة التي بينهما فإن الفلك العلوي وإن لطف فهو في أول درج الكثافة وآخر درج اللطافة بخلاف عالم أنفاسنا واجتمعت المذاهب فإن الخلاف لا يصح عندنا ولا في طريقنا لكنه كاشف واكشف فتفهم ما أشرنا إليه وتحققه فإنه سر عجيب من أكبر الأسرار الإلهية وقد أشار إليه أبو طالب في كتاب الفوت له ثم نرجع ونقول فافتقر المتكلم إلى التلوين ليبلغ إلى مقصده فوجد عالم الحروف والحركات قابلا لما يريده منها لعلمها أنها لا تزول عن حالها ولا تبطل حقيقتها فيتخيل المتكلم أنه قد غير الحرف وما غيره برهان ذلك أن تفنى نظرك في دال زيد من حيث هو دال وانظر فيه من حيث تقدمه قام مثلا وتفرغ إليه أو أي فعل لفظي كان ليحدث به عنه فلا يصح لك إلا الرفع فيه خاصة فمازال عن بنائه الذي وجد عليه ومن تخيل أن دال الفاعل هو دال المفعول أو دال المجرور فقد خلط واعتقد أن الكلمة الأولى هي عين الثانية لا مثلها ومن اعتقد هذا في الوجود فقد بعد عن الصواب وربما يأتي من هذا الفضل في الألفاظ شيء إن قدر وألهمناه فقد تبين لك أن الأصل الثبوت لكل شيء ألا ترى العبد حقيقة ثبوته وتمكنه إنما هو في العبودة فإن اتصف يوما ما بوصف رباني فلا تقل هو معار عنده ولكن انظر إلى الحقيقة التي قبلت ذلك الوصف منه تجدها ثابتة في ذلك الوصف كلما ظهر عينها تحلت بتلك الحلية فإياك أن تقول قد خرج هذا عن طوره بوصف ربه فإن الله تعالى ما نزع وصفه وأعطاه إياه وإنما وقع الشبه في اللفظ والمعنى معا عند غير المحقق فيقول هذا هو هذا وقد علمنا أن هذا ليس هذا وهذا ينبغي لهذا ولا ينبغي لهذا فليكن عند من لا ينبغي له عارية وأمانة وهذا قصور وكلام من عمي عن إدراك الحقائق فإن هذا ولابد ينبغي له هذا فليس الرب هو العبد وإن قيل في الله سبحانه إنه عالم وقيل في العبد إنه عالم وكذلك الحي والمريد والسميع والبصير وسائر الصفات والإدراكات فإياك أن تجعل حياة الحق هي حياة العبد في الحد فتلزمك المحالات فإذا جعلت حياة الرب على ما تستحقه الربوبية وحياة العبد على ما يستحقه الكون فقد انبغى للعبد أن يكون حيا ولو لم ينبغ له ذلك لم يصح أن يكون الحق آمرا ولا قاهرا إلا لنفسه ويتنزه تعالى أن يكون مأمورا أو مقهورا فإذا ثبت أن يكون المأمور والمقهور أمرا آخر وعينا أخرى فلا بد أن يكون حيا عالما مريدا متمكنا مما يراد به هكذا تعطى الحقائق فثم على هذا حرف لا يقبل سوى حركته كالهاء من هذا وثم حرف يقبل الحركتين والثلاث من جهة صورته الجسمية والروحية كالهاء في الضمير له ولها وبه كما تقبل أنت بنفسك الخجل وبصورتك حمرته وتقبل بنفسك الوجل وبصورتك صفرته والثوب يقبل الألوان المختلفة وما بقي الكشف إلا عن الحقيقة التي تقبل الإعراض هل هي واحدة أو شأنها شأن الإعراض في العدم والوجود وهذا مبحث للنظار وأما نحن فلا نحتاج إليه ولا نلتفت فإنه بحر عميق بحال المريد على معرفته من باب الكشف عليه فإنه بالنظر إلى الكشف يسير وبالنظر إلى العقل عسير ثم أرجع وأقول إن الحرف إذا قامت به حقيقة الفاعلية بتفريغ الفعل على البنية المخصوصة في اللسان تقول قال الله وإذا قامت به حقيقة تطلبه يسمى عندها منصوبا بالفعل أو مفعولا كيف شئت وذلك بأن تطلب منه العون أو تقصده كما طلب مني القيام بما كلفني فمن أجل أنه لم يعطني إلا بعد سؤالي فكان سؤالي أو حالي القائم مقام سؤالي بوعده جعله يعطيني قال تعالى ' وكان حقا علينا نصر المؤمنين ' فسؤالي إياه من أمره إياي به وإعطاؤه إياي من طلبي منه فتقول دعوت الله فنصبت حرف الهاء وقد كانت مرفوعة فعلمنا بالحركات أن الحقائق قد اختلفت بهذا ثبت الاصطلاح في لحن بعض الناس وهذا إذا كان المتكلم به غيرنا وأما المتكلم فالحقائق يعلم أولا ويجريها في أفلاكها على ما تقتضيه بالنظر إلى أفلاك مخصوصة وكل متكلم بهذه المثابة وإن لم يعلم بهذا التفصيل وهو عالم به من حيث لا يعلم أنه عالم به وذلك أن الأشياء المتلفظ بها إما لفظ يدل على معنى وهو مقام الباحث في اللفظ ما مدلوله ليرى ما قصد به المتكلم من المعاني وإما معنى بدل عليه بلفظ ما وهو المخبر عما تحقق وأضر بنا عن اللحن فإن أفلاكه غير هذه الأفلاك وإسقاط الحركات من الخط في حق قوم دون قوم ما سببه ومن أين هو هذا كله في كتاب المبادي إذ كان القصد بهذا الكتاب الإيجاز والاختصار جهد الطاقة ولو اطلعتم على الحقائق كما أطلعنا عليها وعلى عالم الأرواح والمعاني لرأيتم كل حقيقة وروح ومعنى على مرتبته فافهم والزم قد ذكرنا من بعض ما تعطيه حقائق الحركات ما يليق بهذا الكتاب فلنقبض العنان ولنرجع إلى معرفة الكلمات التي ذكرناها مثل كلمة الاستواء والأين وفي وكان والضحك والفرح والتبشبش والتعجب والملل والمعية والعين واليد والقدم والوجه والصورة والتحول والغضب والحياء والصلاة والفراغ وما ورد في الكتاب العزيز والحديث من هذه الألفاظ التي نوهم التشبيه والتجسيم وغير ذلك مما لا يليق بالله تعالى في النظر الفكري عند العقل خاصة فنقول لما كان القرآن منزلا على لسان العرب ففيه ما في اللسان العربي ولما كانت الأعراب لا تعقل ما لا يعقل إلا حتى ينزل لها في التوصيل بما تعقله لذلك جاءت هذه الكلمات على هذا الحد كما قال ' ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ولما كانت الملوك عند العرب تجلس عبدها المقرب المكرم منها بهذا القدر في المساحة فعقلت من هذا الخطاب قرب محمد صلى الله عليه وسلم من ربه ولا تبالي بما فهمت من ذلك سوى القرب فالبرهان العقلي ينفي الحد والمسافة حتى يأتي الكلام في تنزيه الباري عما تعطيه هذه الألفاظ من التشبيه في الباب الثالث الذي يلى هذا الباب ولما كانت الألفاظ عند العرب على أربعة أقسام ألفاظ متباينة وهي الأسماء التي لم تتعد مسماها كالبحر والمفتاح والمقصان وألفاظ متواطئة وهي كل لفظة قد تووطئ عليها أن تطلق على آحاد نوع ما من الأنواع كالرجل والمرأة وألفاظ مشتركة وهي كل لفظ على صيغة واحدة يطلق على معان مختلفة كالعين والمشترى والإنسان وألفاظ مترادفة وهي ألفاظ مختلفة الصيغ تطلق على معنى واحد كالأسد والهزبر والغضنفر وكالسيف والحسام والصارم وكالخمر والرحيق والصهباء والخندريس هذه هي الأمهات مثل البرودة والحرارة واليبوسة والرطوبة في الطبائع وثم ألفاظ متشابهة ومستعارة ومنقولة وغير ذلك وكلها ترجع إلى هذه الأمهات بالاصطلاح فإن المشتبه وإن قلت فيه أنه قبيل خامس من قبائل الألفاظ مثل النور يطلق على المعلوم وعلى العلم لشبه العلم به من كشف عين البصيرة به المعلوم كالنور مع البصر في كشف المرئي المحسوس فلما كان هذا الشبه صحيحا سمي العلم نورا ويلحق بالألفاظ المشتركة فإذن لا ينفك لفظ من هذه الأمهات وهذا هو حد كل ناظر في هذا الباب وأما نحن فنقول بهذا معهم وعندنا زوائد من باب الاطلاع على الحقائق من جهة لم يطلعوا عليها علمنا منها أن الألفاظ كلها متباينة وإن اشتركت في النطق ومن جهة أخرى أيضا كلها مشتركة وإن تباينت في النطق وقد أشرنا إلى شيء من هذا فيما تقدم من هذا الباب في آخر فصل الحروف فإذا تبين هذا فاعلم أيها الولي الحميم أن المحقق الواقف العارف بما تقتضيه الحضرة الإلهية من التقديس والتنزيه ونفي المماثلة والتشبيه لا يحجبه ما نطقت به الآيات والأخبار في حق الحق تعالى من أدوات التقييد بالزمان والجهة والمكان كقوله عليه السلام أين الله فأشارت إلى السماء فأثبت لها الإيمان فسأل صلى الله عليه وسلم بالظرفية عما لا يجوز عليه المكان في النظر العقلي والرسول أعلم بالله والله أعلم بنفسه وقال في الظاهر ' أأمنتم من في السماء ' بالفاء وقال ' وكان الله بكل شيء عليما ' و ' الرحمن على العرش استوى ' ' وهو معكم أينما كنتم ' ' ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ' ' ويفرح بتوبة عبده ويعجب من الشاب ليست له صبوة ' وما أشبه ذلك من الأدوات اللفظية وقد تقرر بالبرهان العقلي خلقه الأزمان والأمكنة والجهات والألفاظ والحروف والأدوات والمتكلم بها والمخاطبين من المحدثات كل ذلك خلق لله تعالى . والرسول أعلم بالله والله أعلم بنفسه وقال في الظاهر ' أأمنتم من في السماء ' بالفاء وقال ' وكان الله بكل شيء عليما ' و ' الرحمن على العرش استوى ' ' وهو معكم أينما كنتم ' ' ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ' ' ويفرح بتوبة عبده ويعجب من الشاب ليست له صبوة ' وما أشبه ذلك من الأدوات اللفظية وقد تقرر بالبرهان العقلي خلقه الأزمان والأمكنة والجهات والألفاظ والحروف والأدوات والمتكلم بها والمخاطبين من المحدثات كل ذلك خلق لله تعالى .
Sayfa 134