Fetihler Kitabı
كتاب الفتوح
العرب ودخولهم إلى بلادكم بترككم وصية المسيح عيسى ابن مريم، لأنه قد كان أوصاكم بأن لا تظلموا الناس وأنتم تظلمون الناس، ونهاكم عن الفجور وأنتم تفجرون، ونهاكم عن الكذب وأنتم تكذبون، ثم إنكم نزلتم بقوم أعززتم عليهم فأخذتم أموالهم وفجرتم بنسائهم، فخبروني ما ذا يكون عذركم عند ربكم؟وما ذا تقولون للمسيح عيسى ابن مريم وقد تركتم أمره وضيعتم وصيته وما كان يتلو عليكم من كتاب ربكم؟وبعد فهذا عدوكم قد نزل بساحتكم ويريد قتلكم واستئصالكم وسبي نسائكم وأولادكم وأخذ أموالكم، فإن نزع سلطانكم من أيديكم وأظهر عليكم عدوكم فلا تلوموا إلا أنفسكم[ (1) ]، وبعد فقد بلغني المظلوم منكم يأت الرجل من بطارقتكم وساداتكم فيستعديه على ظالمه فلا يعديه، ويتظلم إليه فلا ينصره عليه لكنه يأمر بضربه وربما أمر بقتله[ (2) ]، فعجبا لأفعالكم هذه كيف لا تنهد لها الجبال وتزلزل منه الأرض وترعد السماوات بخطاياكم هذه العظام!واعلموا يا ولد الأصفر أن هؤلاء المظلمومين ينصرهم الله وينتصف لهم، فإن فعل ذلك في الدنيا وإلا ففي الآخرة، لأنه لا يفوته ظلم ظالم ولا يعزب عن علمه بر ولا إثم، فإن أنتم كففتم عن الظلم وارتدعتم عن الفجور وقبلتم ما أمركم به المسيح عيسى ابن مريم رجوت لكم أن تنصروا هؤلاء العرب وإلا فأيقنوا بالذل والهوان، واعلموا أنكم إن لم تؤمنوا بما أقول لكم فأنتم عندي أشر من الكلاب والخنازير وأسوء حالا من البغال والحمير، ولقد سخط الله عز وجل على أعمالكم وأنا منكم بريء، وسترون عاقبة الظلم إلى ما ذا يوردكم وإلى أي شيء مصيركم يؤول! فضجت البطارقة من كل ناحية وقالوا: أيها الوزير!فإنا بعد هذا اليوم سامعون مطيعون لا نخرج لك عن أمر تأمرنا به، فأشر علينا برأيك وأمرنا بما تحب من أمرك.
فقال ماهان: أما في وقتي هذا فقد رأيت أن أبعث إلى هؤلاء العرب فأسألهم أن يبعثوا إلينا رجلا منهم يكون له فهم وعقل ورأي يعلم ما يقول ويقال له فنكلمه، ونطعمهم في شيء من أموالنا نعطيهم إياه فيأخذونه ويرجعون إلى صاحبهم الذي بعثهم إلى حربنا، فإن أجابوا إلى ذلك وقبلوه كان الذي يأخذونه منا قليلا عند ما نخاف على أنفسنا من هذه الوقعة التي لا ندري ألنا تكون أم علينا، فقالت البطارقة:
[ (1) ]زيد عند الأزدي: فمن الظالم إلا أنتم؟فاتقوا الله وانزعوا عن ظلم الناس.
[ (2) ]وكان قد بلغه أن الروم أقبلت وجعلوا يفسدون في الأرض، ويسيئون السيرة، وجعلوا لا يفيقون من شرب الخمر والزنا (ذكر الأزدي بعض أفعالهم ومساوئهم ص 175 وما بعدها) .
Sayfa 184