61

Gayb'in Keşifleri

فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف)

Araştırmacı

إياد محمد الغوج

Yayıncı

جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

Türler

ولقد رأيت إخواننا في الدين من أفاضل الفئة الناجية العدلية، الجامعين بين علم العربية والأصول الدينية، كلما رجعوا إلي في تفسير آية فأبرزت لهم بعض الحقائق من الحجب؛ أفاضوا في الاستحسان والتعجب، واستطيروا شوقًا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وسئلت عن موقع هذه الجملة في الكلام. فأجبت أنها داخلة في حيز المنصوبات: إما خبر مثلها، أو حال من ضمير "علِمَ" على التأويل، وأنها مستأنفة على أنها ترجيع للمعنى الذي اعتنى بشأنه مرة بعد مرة، وتطرية لذكر ما اهتم به كرة بعد كرَّة؛ وذلك أنه لما ذكر أولًا "قد برع في علمين مختصين بالقرآن" أتبعه بقوله: "وتمهل في ارتيادهما آونة" وحين ثنى بقوله: "بعد أن يكون أخذ من سائر العلوم بحظ" عقبه بقوله: "قد رجع زمانًا ورُجع إليه" وكما قال: "ذا دربة بأساليب النظم" كر إلى قوله: "طالما دُفع إلى مضايقه" ولهذا السر قال صاحب "المفتاح": هذا العلم لا تلين عريكته ولا تنقاد قرونته … إلى آخره. قوله: (العدلية)، قيل: إنما سموا أنفسهم بأهل العدل والتوحيد؛ لأنهم نفوا صفات الله التي أثبتها الأشاعرة من القدماء؛ لئلا يلزم التعدد في القديم المقابل للتوحيد، وأوجبوا على الله تعالى الثواب والعقاب على الطاعة والمعصية؛ لئلا يلزم الظلم عليه تعالى المقابل للعدل. قوله: (فأبرزت)، معطوف على "رجعوا" و"أفاضوا" جواب "كلما"، والجملة الشرطية ثاني مفعولي "رأيت"، وكلما لعموم الأوقات. و"ما" مع ما بعدها من الفعل في تأويل المصدر. قوله: (واستطيروا)، أي: استفزوا، قيل: استطير فلان فرحًا؛ إذا حلق به كأنه حُمِلَ على الطيران لخفته، قال: قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم … طاروا إليه زرافات ووحدانا

1 / 669