مثل: ابن الأنباري، وابن مجاهد المقري، وأبي عمرو الزاهد، وابن دريد اللغوي، وقرأ على أبي سعيد السيرافي، وانتقل إلى الشام واستوطن حلب، وصار بها أحد أفراد الدهر، واشتهر في ساير فنون الأدب والفضل، وكانت الرحلة إليه في الآفاق، وآل حمدان يكرمونه ويدرسون عليه ويقتبسون منه، وله كتاب كبير سماه «كتاب ليس» يدل على اطلاع عظيم فيه (1).
6- ابن الخشاب: الشيخ المتبحر الإمام عبد الله بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن الخشاب، أبو محمد النحوي اللغوي، المعروف بابن الخشاب.
كان أعلم زمانه بالنحو، حتى يقال: إنه كان في درجة الفارسي، وكانت له معرفة بالحديث والتفسير واللغة والمنطق والفلسفة والحساب والهندسة، وما من علم من العلوم إلا وكانت له فيه يد حسنة.
قرأ الأدب على أبي منصور الجواليقي وغيره، والحساب والهندسة على أبي بكر بن عبد الباقي الأنصاري، والفرائض على أبي بكر بن المرزوقي، وسمع الحديث من أبي الغنائم النيرسي، وأبي القاسم بن الحسين، وأبي العز بن كادش وجماعة، ولم يزل يقرأ حتى علا على أقرانه، وأقرأ العالي والنازل، وكان يكتب الخط مليحا، وحصل كتبا كثيرة جدا، وقرأ عليه الناس وانتفعوا به، وتخرج به جماعة، وروى كثيرا من الحديث، سمع منه أبو سعد السمعاني، وأبو أحمد بن سكينة، وأبو محمد بن الأخضر، وكان ثقة في الحديث، صدوقا نبيلا حجة.
صنف «شرح الجمل» للجرجاني، و«شرح اللمعة» لابن جني، لم يتم، و«الرد على ابن بابشاه» في شرح الجمل، و«الرد على التبريزي» في تهذيب الإصلاح، و«شرح مقدمة الوزير ابن هبيرة» في النحو، يقال: إنه وصله عليها بألف دينار،
Sayfa 34