Kültür ve Edebiyat Üzerine Bölümler
فصول في الثقافة والأدب
Yayıncı
دار المنارة للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
Yayın Yeri
جدة - المملكة العربية السعودية
Türler
أما النبل في سلائقه والسمو في خلائقه، وقوة جنانه وفصاحة لسانه، فاسألوا عنها كتب الرجال، فما يتسع لها المقال.
هذا هو عمرو وما عرفتموه؟ قرأتم ما كَذَبه عليه المؤرّخون يوم التحكيم ولم تقرؤوا الحقيقة التي رواها المحدّثون وهم أوثق نقلًا وأصدق قولًا -كما في «العواصم من القواصم» للقاضي أبي بكر بن العربي (١) - وسمعتم أنه من دُهاة العرب فحسبتم الدهاء
_________
(١) لا يعرف هذا الكتابَ الجليل غيرُ قليل من الناس؛ إنما يعرفون القطعة الصغيرة منه التي نشرها محب الدين الخطيب باسم «العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي ﷺ». ولم يكن كتاب محب الدين صدر يوم نشر علي الطنطاوي هذه المقالة، بل صدر بعدها بخمس سنين. على أن نسخة كاملة منه كانت قد صدرت من قبل، أصدرها شيخ النهضة الجزائرية الشيخ عبد الحميد بن باديس سنة ١٣٤٧هـ، وحققها معتمدًا على نسخة مفرَدة عثر عليها في جامع الزيتونة. كل ذلك ذكره محب الدين الخطيب في تقديمه القيّم لهذا الكتاب، لكن الناس قلّ أن يقرؤوا هذه المقدمة ثم يظنون أن الذي نشره هو الكتاب كله. وقد مضى على الطبعة التي نشرها الشيخ ابن باديس ﵀ دهر طويل وما عاد يعثر عليها أحد، وحُرم الناس هذا الكتاب حتى قيّض الله له أستاذًا في جامعة الجزائر هو الدكتور عمار طالبي، الذي عثر على أربع مخطوطات للكتاب فأعاد تحقيقه معتمدًا عليها، ثم نشره كاملًا من نحو خمس عشرة سنة. والكتاب فيه مناقشات لعشرات المسائل في الفلسفة والعقيدة والفقه والحديث والتفسير، سوى ما نعرفه من تحقيق مواقف الصحابة والخلاف الذي شجر بينهم، وفي ذلك كله يظهر العقل الكبير والذهن المتوقد للقاضي ابن العربي (وهو من كبار فقهاء المالكية أيضًا). على=
1 / 82