أول اللعب، ويمشي فيها الجندي (البَيْدق) بيتًا بيتًا. والطريقة الإفرنجية؛ ولا يُشترَط فيها التنبيه، ويكون التبييت في كل وقت، ويمشي البيدق أولًا بيتين. وكل طريقة تدل على أخلاق أهلها، فالعرب شرفاء لا يأخذون شيئًا إلا بعد الإنذار، يأخذونه قوة واقتدارًا لا سرقةً وخطفًا، ويمشون خطوة خطوة لا يَثِبون للغنيمة وثبًا.
والشطرنج يعلّم صاحبه الفكر والتدبير، ولكنه إن زاد في الاشتغال به صار مُوسوِسًا ودخله الهوَس؛ لذلك اشترط الفقهاء الذين قالوا بجوازه ألاّ يشغل عن واجب ولا يؤدي إلى محظور، ولا يُبالَغ فيه حتى يكون همّ اللاعب الأول وشغله الشاغل.
* * *
أما الواقعة التي جئت أحدثكم حديثها فقد وقعت في الأندلس، حين انقسمت الدولة الواحدة دولًا، وترك المسلمون دينهم فتسلط الكفرة عليهم، وصار الإسبان يغزونهم ويقتطعون من ديارهم بعد أن غزوا هم الإسبان وفتحوا بلادهم.
كانت هذه الواقعة أيام ملوك الطوائف (الذين كان يسميهم علماؤنا «الدول المُنقطعة»)، إذ سيّرَ الأذْفونش (ألفونس) ملك
_________
= اليمنى أو اليسرى، وينقل القلعةَ إلى المربع الذي عبره الملك. ويُشترط لصحة التبييت أن يكون كل من الملك والقلعة التي يتحرك باتجاهها في موضعَيهما الأصليين لم يتحركا بعد، وأن لا يكون بينهما أي حجر. وهذه هي الحركة الوحيدة التي يُسمَح فيها بتحريك قطعتين في وقت واحد (مجاهد).
1 / 27