Kültür ve Edebiyat Üzerine Bölümler

Ali Tantavi d. 1420 AH
189

Kültür ve Edebiyat Üzerine Bölümler

فصول في الثقافة والأدب

Yayıncı

دار المنارة للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Yayın Yeri

جدة - المملكة العربية السعودية

Türler

وتعريف الشعر بأنه «الكلام الموزون المُقفَّى قصدًا» هو تعريف العَروضيّين لا الأدباء، أما التعريف الأدبي للشعر فهو أنه «التعبير الجميل عن الشعور النبيل»؛ فما وصف شعورًا أرقّ وأنبل من شعور العامي العادي، وأثار في نفسك مثله، وعبّر عنه باللفظ الجميل فهو الشعر. والذي أراه أنا أنه لا بد من تقسيمين للكلام: تقسيم له من جهة اللفظ إلى منثور ومنظوم، وتقسيم له من جهة المعنى إلى نثر وشعر. وبذلك يكون الكلام على أربعة أنواع: شعر، وشعر منثور، ونثر، ونثر منظوم. والأدب له مظاهر وأشكال أهمها: «المذكرات»: التي يكتبها المرء لنفسه، يدوّن فيها خواطرَه وأفكاره ويصف فيها ما رأى من مشاهد وصور، لا يحتشد لها ولا يحتفل، ولا يبتغي لها إلا أسهل الأساليب وأبعدها عن الصناعة والتكلف. وربما كُتبت القصة الفنية بأسلوب المذكرات، فاستُعملت فيها طرق التحسين والتجميل وخرجت عن حد البداهة والسهولة، كآلام فيرتر (١). ثم «الرسالة»: والأصل في الرسالة أن تخاطب فيها الصديق

(١) وهي النموذج الأكمل للترجمة، على ما في موضوعها الأصلي من بعد عن الرجولة والقوّة. وأنا أنصح كل ناشئ في الأدب أن يجرب كتابة المذكرات، لا يكتب ماذا أكل وشرب وماذا لبس وركب، بل ما رأى من طرائف وما اعتلج في نفسه من عواطف. وإذا هو لم يصر بذلك كاتبًا، قرأ فيه -فيما بعد- تاريخ نفسه وحوادث أمسه.

1 / 196