149

Kültür ve Edebiyat Üzerine Bölümler

فصول في الثقافة والأدب

Yayıncı

دار المنارة للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Yayın Yeri

جدة - المملكة العربية السعودية

Türler

روضة، ولا الحصري مربيًا ولا مفكرًا.
إن العروبة، بل إن كل قومية في الدنيا، إنما تقوم على اللسان والتاريخ والعادات. وهؤلاء لا عاداتهم عادات العرب، ولا يعرفون تاريخ العرب، ولا يفهمون لغة العرب. لا أعني هذا العجوز الذي أفسد «معارف» العراق ثم أفسد «معارف» الشام ثم ذهب يفسد «معارف» مصر، والذي يتكلم الآن باللغة العرتكية (١)، لا أعنيه وحده، بل أقصدهم جميعًا، ذوي اللغات العرفسية والعركزية (٢)، ومن شكّ في هذا فليتفضل فليُرِني بليغًا واحدًا في هؤلاء القوميين جميعًا.
وغيرتهم على العربية كذب. ولقد جرّبتهم السنةَ الماضية حين كنت في باكستان، وكان القوم فيها متردّدين في اختيار لغة رسمية لهم بين العربية والإنكليزية، العربية لأنها لغة قرآنهم ولأن فيهم -في دار العلوم في كراتشي، وفي معهد ديوبَنْد قرب دهلي، وفي ندوة العلماء في لَكْنَو، وفي عشرات المدارس في الهند- علماءَ بالعربية قلَّ أن تجد في مصر والشام من يدانيهم، والإنكليزية لأنها أسهل تعلّمًا. ولا يمكن أن تُتَّخذ الأوردية لغة رسمية لأن أهل باكستان الشرقية لا يفهمونها، ولا البنغالية لأن أهل باكستان الغربية لا يفهمونها، وهنا خمسة وأربعون مليونًا وهنا خمسة وثلاثون، وبين اللغتين اختلاف في الأصل: هذه سنسكريتية وهذه فارسية وعربية، وفي الحروف: هذي حروفها

(١) الكلمة منحوتة من العربية والتركية!
(٢) أي العربية الفرنسية والعربية الإنكليزية.

1 / 153