Davet ve Islah Üzerine Bölümler

Ali Tantavi d. 1420 AH
80

Davet ve Islah Üzerine Bölümler

فصول في الدعوة والإصلاح

Yayıncı

دار المنارة للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Yayın Yeri

جدة - المملكة العربية السعودية

Türler

يقصر في القيام به، ويحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، ويسعى ليَسلم الناس من لسانه ويده. إذا مرض المسلم عاده المسلمون، وإذا افتقر أعانوه، وإذا أحسن شكروه، وإذا ظُلِم نصروه، وإذا ظَلَم ردعوه، دينهم نصيحة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، ففيم يختصمون؟ والمقالة طويلة، وهي موجودة في أول كتابي «أبو بكر الصديق» الذي طُبع سنة ١٣٥٢هـ. * * * فقلت له: وما الذي أنكرت من هذا الكلام وما كذّبتَ فيه، وما قلتُ إلا ما هو حق وصدق؟ إن مجتمع الصحابة كان المجتمع المثالي حقًا، تحقق فيه ما تخيله أفلاطون والفارابي، والاشتراكيون الخياليون من قبل أن ينشأ الدجال الأكبر، كارل ماركس! ولكنهم ما جاوزوا حدود البشرية ولا صاروا مجتمعًا ملائكيًا؛ إنهم كانوا يحيون على هذه الأرض، هذه الحياة الدنيا. وما الحياة الدنيا دار قرار، إنما هي دار امتحان واختبار، وأهلها -مهما سَمَوا- بشر خطّاؤون، ولقد وُجد فيهم -على هذه الصفات كلها- ما لا بد من وجود مثله في الدنيا، فكانت حوادث سرقة وزنا، ولكنها حوادث فردية نادرة أحسبها وقعت مرة واحدة ولم تتكرر. وعاد يقول إنه لما رأى أولئك الشباب وقرأ هذه الصحف دخل في الإسلام قلبًا ولسانًا، ونفذ أحكامه ظاهرًا وباطنًا، وعاش مع هؤلاء الشباب سنين في جو من السموّ والطهر لم يكن يظن أن

1 / 89