25

Davet ve Islah Üzerine Bölümler

فصول في الدعوة والإصلاح

Yayıncı

دار المنارة للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Yayın Yeri

جدة - المملكة العربية السعودية

Türler

علماء الكلام؟ ونحن نعلم أن أمثال الفخر الرازي وإمام الحرمين الجُويني والغزالي -من سُرُج هذه المِلّة وأعلامها- قد عادوا قبل موتهم إلى عقيدة السلف وتركوا التأويل. * * * هذا ويجب أن يكون المدرّس مخاطبًا قلوبَ الطلاب لا عقولهم، ولَرُبّ قصة من قصص الرقائق يسمعها المرء من واعظ أو قاصّ تبلغ من نفسه ما لا تبلغ أقوى الأدلة العقلية والبراهين المنطقية. ولا أريد من ذلك أن الإسلام يناقض العقل، معاذ الله، ولكن أريد أن أقول إن العقل لا يستطيع إدراك المغيَّبات ولا الحكم فيها، وقد بيّنت ذلك في فصل قديم في «الرسالة» أرجو أن يكون فصلًا من كتاب أكتبه في «الإيمان» (١). وكيف يحكم العقل فيما وراء الزمان والمكان وهو لا يدرك مسألة حتى يسأل: متى كانت وأين كانت؟ وكيف يحيط العقل المحدود بالله الذي لا أول له ولا آخر، لأنه هو الأول والآخر؟ فلندَع التدليل على هذه المسائل، ولنرجع إلى فطرة الإيمان في النفوس فلنستعن بها. قيل لرابعة العدوية: إن فلانًا من العلماء قد أقام ألف دليل على وجود الله. فقالت: لو لم يكن عنده ألف شك لما أقام ألف دليل! قالوا: فكيف إذن؟ قالت: إذا ضللت في الصحراء وأيِسْتَ من النجاة ماذا تقول؟ قال: أقول يا الله! قالت: هذا هو الدليل.

(١) بعد نشر هذه المقالة بأكثر من ثلاثين سنة صدر كتاب «تعريف عام بدين الإسلام»، وفيه تفصيل وبسط لهذه المسائل كلها (مجاهد).

1 / 28