229

Davet ve Islah Üzerine Bölümler

فصول في الدعوة والإصلاح

Yayıncı

دار المنارة للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Yayın Yeri

جدة - المملكة العربية السعودية

Türler

ولا أدري من هو الذي خدع شيخ الأزهر والنّفَرَ من علماء السوء الذين شاركوه خزيه، فأخبرهم أن في الإسلام «إكليروس»، وأن شيخ الأزهر كالبابا في القرون الوسطى، يُدخل الجنة ويحرم منها ويبيعها قراريط وأمتارًا، ولم يعلم أن الإسلام ليس فيه رجال دين، وأن كل مسلم هو رجل الدين، وأن امرأة عجوزًا ردّت على عمر ... وما نافق عمر ولا زوّر، ولكن اجتهد فأخطأ. فلماذا لا يردّ مثلي على شيخ الأزهر، وهو لا يقاس بعمر ولا يدانيه ولا يوزن بشِراك نعله، وهو قد غيّر وبدل وكذب ونافق، وألزم نفسه قاعدة «من كفّرَ مسلمًا فقد كفر»، فكيف بمن يكفّر الملايين من صفوة المسلمين؟
ولو فرضنا (وهو فرض لا يلزم ولا يثبت حقًا) أن الاشتراك في السعي لقلب الحكم في مصر كفر، فكيف حكم بالتكفير قبل صدور الحكم من هذه المحكمة العجيبة، وكيف عمّمه على الإخوان المسلمين جميعًا في آفاق الأرض وهم ملايين وملايين، من كل شاب رجله خير من رأس الشيخ المنافق، وقفاه أفضل من وجهه، وساعة منه في طاعته وعبادته خير من عُمْر في النفاق؟!
وأين شيخ الأزهر؟ وما له خرس عن إنكار المنكرات في مصر، عن الفجور المعلَن، عن الفسق البادي، عن الخمور والشرور، عمّا أحدثه هؤلاء الحاكمون من ألوان المعاصي، من إبعاد الصالحين وإدناء الراقصات والراقصين؟ ما له لم يجد هو وصحبه هيئة كبار العلماء، ما يثير غضبهم إلا أن يكون في الدنيا هؤلاء الملايين من الشباب المؤمنين الصالحين المصلحين؟
* * *

1 / 249