223

Davet ve Islah Üzerine Bölümler

فصول في الدعوة والإصلاح

Yayıncı

دار المنارة للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Yayın Yeri

جدة - المملكة العربية السعودية

Türler

أقمت في مصر ١٩٢٨، فما كنت أظن يومئذ (ولا يظن أحد ولا يخطر على باله) أن سيجيء يوم يكتب فيه فلان وفلان من الكتّاب، أعني المجدّدين، في السيرة وفي التاريخ الإسلامي وفي منزل الوحي، ويدعون إلى الإسلام ويمجّدونه، فجاء هذا اليوم ورأيناه. وهَبوهم كتبوا رياء وتجارة وابتغاء الربح، أليس معنى هذا أن الناس قد تبدّلوا حتى صارت تَرُوج فيهم كتب الإسلام؟
وما كنت أظن يومئذ (ولا يظن أحد) أن هؤلاء النفر من الشبّان الذين اجتمعوا في المطبعة السلفية في شارع الاستئناف، ليعملوا للشبان المسلمين جمعية كجمعية الشبان المسيحيين، سيكونون في سنة ١٩٤٧ نصف مليون شاب تضمهم جمعيات الإخوان والشبّان والهداية وأنصار السنة وشباب محمد.
وما كنت أظن يومئذ (ولا يظن أحد) يوم كان المتعلمون في مصر يلهجون بالفرعونية، والعامة لا يعرفون إن كانت بغداد في الشام أو القدس في العراق، أن الفكرة الإسلامية ستكون سنة ١٩٤٧ ظاهرة جلية لكل مصري.
وما كنت أظن يومئذ، يوم لم يكن في مصر مجلة إسلامية إلا «المنار» و«الفتح» (ولا يظن أحد) أنه سيكون فيها جريدة إسلامية يومية، وأكثر من عشر مجلات أسبوعية وشهرية، ومجلة هي في مقدمة المجلات الأدبية منزلة وقيمة وانتشارًا، يستطيع أن ينشر فيها رجلٌ مثلي مثلَ الكلام الذي أنشره اليوم في «الرسالة».
وما كنت أظن يومئذ (ولا يظن أحد) أن طلاب الأزهر سينازلون الحكومة مطالبين بجعل الدين درسًا أساسيًا في جميع

1 / 243