İslam Devri İran Sanatları
الفنون الإيرانية في العصر الإسلامي
Türler
ولم يكن نشاط هذا الفنان مقصورا على إيران فحسب، بل لقد ذهب إلى الهند وكان له فيها شأن عظيم؛ وذلك أن الإمبراطور الهندي المغولي همايون فقد عرشه سنة 951ه/1544م وفر إلى بلاد الشاه طهماسب؛ حيث أتيح له أن يلقى مير سيد علي؛ فأعجب به إعجابا شديدا وألح عليه في مرافقته إلى كابل، ثم إلى دهلي؛ حيث عهد إليه بإدارة العمل لإنتاج 2400 صورة كبيرة لقصة الأمير حمزة. وقد اشتغل في هذا العمل عشرات المصورين، وظلوا يعملون عدة سنين،
63
ولكن إدارته انتقلت منذ سنة 956ه/1549م إلى مصور إيراني آخر: هو عبد الصمد الشيرازي. وأكبر الظن أن هذا الفنان الأخير لم يصب ما ناله من الشهرة إلا بفضل عمله الفني في الهند؛ فقد رحل إليها شابا، وارتقى فيها درجات المجد حتى اختاره الإمبراطور «أكبر» أستاذا له. وكان تأثيره الفني في تصوير قصة الأمير حمزة أعظم من تأثير سلفه مير سيد علي، بل إنه لم يلبث أن تأثر بالبيئة الهندية، وأصبحت صوره هندية إلى حد كبير. والواقع أن لدينا نماذج من آثاره الفنية نستطيع بوساطتها أن نتبع تطوره الفني، وأن نشهد انفصاله التدريجي عن الأساليب الفنية في المدرسة الصفوية بتبريز؛ حيث نشأ وبدأ حياته الفنية.
وممن أنجبتهم هذه المدرسة مصورون أتيح لهم أن يرحلوا إلى تركيا، وعلى رأسهم كمال التبريزي الذي كان تلميذا لميرزا علي، وشاه قولي الذي كانت له حظوة كبيرة في بلاط السلطان سليمان القانوني، وولي جان الذي عرف بميله إلى تصوير الدراويش والشبان والشابات بالملابس التركية.
وتألق نجم فنان كبير في نهاية المدرسة الصفوية الأولى، وهو المصور محمدي الذي درس التصوير على والده سلطان محمد، وامتاز بالتفوق في رسم المناظر الريفية، والعناية بتسجيل الحياة اليومية. وكانت حياته الفنية طويلة؛ فإننا نرى إمضاءه على صورة أمير صفوي مؤرخة في تبريز سنة 934ه/1528م، ومحفوظة الآن في مرقعة (ألبوم) بهرام ميرزا في إستانبول، كما نرى صورة أخرى في المرقعة نفسها عليها إمضاؤه في هراة سنة 922ه/1584م.
ولعل أبدع آثاره الفنية رسم محفوظ في متحف اللوفر (انظر شكل
48 ) يرجع إلى سنة 986ه/1578م، وفيه بعض مناظر خلابة من حياة الريف ومضارب القبائل الرحل؛ فثمة فلاح يحرث الأرض وآخر جالس تحت شجرة عليها طيور، وعلى مقربة منها راع يحرس قطيعا من الغنم ويعزف على مزمار في يده وإلى يمينه كلبه، كما نرى خيمتين فيهما نساء يغزلن وينسجن، وخلف الخيمتين رجل يجلب ماء في قدر.
64
وفي المكتبة الأهلية بباريس رسم بريشة محمدي يمثل بعض الأساتذة والطلاب في رحلة إلى منطقة جبلية. وفي مجموعة فيليب هوفر
رسم يشبه هذا الرسم كل الشبه.
Bilinmeyen sayfa