İslam Devri İran Sanatları
الفنون الإيرانية في العصر الإسلامي
Türler
ومهما يكن من الأمر - فإن بهزاد - حين عين سنة 928ه/1522م مديرا لمعهد فنون الكتاب في تبريز، كان قد بلغ ذروة مجده، ولم يتطور أسلوبه الفني بعد ذلك؛ فالفرق بسيط بين آثاره الفنية في هراة وآثاره الفنية في تبريز. أما تلاميذه الذين قدموا معه من هراة، فقد تأثروا بالبيئة الصفوية الجديدة في تبريز، وأصبحوا دعامة المدرسة الصفوية التي قامت فيها؛ وهي المدرسة الصفوية الأولى.
وتمتاز الصور في هذه المدرسة بلباس الرأس المكون من عمامة ترتفع باستدارة، وتبرز من أعلاها عصا صغيرة حمراء، ولكن هذه الميزة ليست عامة؛ لأن وجود تلك العمامة في صورة من الصور يدل على أنها ترجع إلى عصر الأسرة الصفوية الأولى؛ أي قبل وفاة الشاه طهماسب، بينما وجود غيرها أو عدم وجودها لا يفيد مطلقا أن الصورة لا يمكن نسبتها إلى هذا العصر. ويلوح لنا أن هذه العمامة كانت في أول الأمر شعار أفراد الأسرة الصفوية وأتباعهم، وكان المصورون يرسمون العصا الصغيرة باللون الأحمر، ثم ضعف شأن هذه العمامة وبدأ القوم يغيرون لون العصا، ثم أصبح وجودها نادرا في الصور الصفوية التي صنعت بعد وفاة الشاه طهماسب سنة 984ه/1576م.
وقد كان لقيام الدولة الصفوية أثر كبير في توحيد الأساليب الفنية، بعد أن حققت هذه الدولة الوحدة السياسية في البلاد الإيرانية؛ فلا غرو أن أصبحت منتجات مصوري البلاط في تبريز وقزوين أنموذجا ينسج على منواله النابهون من المصورين في سائر العاهلية الصفوية.
ومن أعلام المصورين في هذه المدرسة شيخ زاده وخواجة عبد العزيز وأقا ميرك وسلطان محمد ومظفر علي ومير سيد علي ومحمدي وسيد مير نقاش وشاه محمد ودوست محمد.
أما شيخ زاده فقد كان خراساني الأصل، وكان تلميذا لبهزاد، وانتقل معه إلى تبريز كما يظهر من صورة عليها إمضاؤه، وهي في مخطوط من أشعار حافظ، كتب لسام ميرزا، الأخ الأصغر للشاه طهماسب ، ومحفوظ الآن في مجموعة كارتييه
Cartier
وتمثل هذه الصورة مجلس وعظ،
52
ويبدو في رسم الأشخاص وتصوير ما أحدثه بعض المستمعين من شغب، إما لفرط التأثر والإعجاب بما قاله الواعظ وإما لسبب آخر، نقول، يبدو من ذلك - ومن رسم العمائر والجدران والأبواب ذات الزخارف الدقيقة - أن الفنان مشبع جدا بالأساليب الفنية التي نعرفها في بهزاد وتلاميذه.
ويميل الأستاذ الدكتور كونل
Bilinmeyen sayfa