Fundamentals of Composition and Oratory

Muhammed Tahir Ibn Aşur d. 1393 AH
6

Fundamentals of Composition and Oratory

أصول الإنشاء والخطابة

Araştırmacı

ياسر بن حامد المطيري

Yayıncı

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٣ هـ

Yayın Yeri

الرياض - المملكة العربية السعودية

Türler

البلاغة؛ لأنه لا تشترط فيه تلك الحيثيَّة، وبذلك فارق هذا الفنُّ بقيةَ فنون الأدب اللساني. وقولنا: (ما يُستَجاد من الألفاظ، ويحسن من الأساليب) إشارةٌ إلى أنَّ من أخصِّ وظائف المنشئين التَّدَرُّبَ على اختيار أخفِّ الألفاظ استعمالًا ورَوْنَقًا، وتحسين أسلوب الخطاب واختيار ما يناسب المقام منها وسيأتي الكلام على اختيار الألفاظ في القسم اللفظي والكلام على الأساليب بعد هذا. وقولنا: (مع بلاغته) لإخراج ما ليس ببليغ، فليس من الإنشاء المبحوث عنه عُرفًا، وإنما هو التعبير عن المعاني كيفما اتفق، وذلك لا يَتوقَّف إلا على معرفة المفردات، وكيفية رَبْط الكَلِم بعضها ببعض، والبحثُ عنه في أُولَيَات علمي النَّحْو والصَّرف. وموضوعُه: الكلامُ العربي من حيث رَبْط جُمَلِه ومحاسن كَلِمَه، وبذلك فارق موضوع البلاغة؛ إذ الإنشاء لا يتعلَّق إلا بالكلام المشتمل على جُمَلٍ كثيرة، ولا يدخُلُ الجملةَ الواحدة المفيدة، إلا أنَّ بعض أبوابٍ من البلاغة لا تخلو من شديدِ انتسابٍ بمسائل الإنشاء، كالفَصْل والوَصْل، والإيجاز والإطناب، وبعض المحسِّنَات البديعيَّة. واستمدادُه: من كلام البُلَغَاء وخُطَبهم، ورسائلهم، وأشعارهم، وآداب العرب وعوائدهم، ومشهور أحوال الأمم المعروفة وأمثالها، قال ابن الأثير في المثل السائر: "قد قيل: ينبغي للكاتب أن يتعلَّقَ بكلِّ عِلْمٍ، وأهمُّ ما يَفتقِر إليه أنواع ثمانية: علم العربية، وأمثال العرب العَارِبَة ومَنْ

1 / 49