Fundamentals of Composition and Oratory

Muhammed Tahir Ibn Aşur d. 1393 AH
46

Fundamentals of Composition and Oratory

أصول الإنشاء والخطابة

Araştırmacı

ياسر بن حامد المطيري

Yayıncı

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٣ هـ

Yayın Yeri

الرياض - المملكة العربية السعودية

Türler

الحليمَ جمالُه، فَلَفَّتْنَا زَهْرَتُه، وضَمَّتْنَا بَهْجَتُهُ ونَضْرَتُه، في روضةٍ أرضعَتْها السماءُ شآبيبها، ونثرت عليها كواكبَها، ووفَد عليها النُّعْمَان بشقيقِه، واحتلَّ فيها الهندُ بخَلوقه، وبَكَّر إليها بَابِلٌ برحيقِه، فالجمالُ يُثنِي بحُسْنِه طَرْفَه، والنَّسِيمُ يَهُزُّ لأنفاسِه عِطْفَه، وتَمَنَّيْنَا أن يَتَبَلَّجَ صبحُك من خلال فُرُوجِه، وتحلَّ شمسُك في منازل بروجِه، فيطلُعَ علينا الأنسُ بطلوعك، وتُهديه بوقوعك، ولن نَعْدَمَ نُورًا يحكي شمائلَك طيبًا وبهجة، وراحًا تَخَالُها خِلالَك صفاءً ورِقَّة، وألحانًا تثيرُ أشجان الصَّبِّ، وتبعثُ أطرابَ القلب، ونَدَامَى ترتاحُ إليهم الشَّمول، وتتعطَّر بأرجهم القَبُول، ويحسد الصُّبحُ عليهم الأصيلَ، ويقصُرُ بمجالستِهم الليلُ الطويلُ". ثم إنَّ للكلام مقاماتٍ متنوعة: منها مقام تحقيق، ومنها مقام مسامحة، ففي الأول يُؤتَى بالبرهان، والحِكْمة، والجِدِّ. وفي الثاني يُؤتَى بالخَطَابة، والشِّعْر، والتَّمْليح، والمَزْح. ومن المقامات: مقام تبيينٍ، ومقام تنميق، ففي الأول: الحقيقة، والتَّصْريح، واللفظ المتعارف. وفي الثاني: المجازُ، والكناية، والتعريض، والتَّمليح، والتَّوجيه، والإبهام، والخصوصيُّ من الألفاظ. وباعتبارٍ آخر إلى مقام اقتصادٍ، ومقام إفراط، ففي الأول: حكاية الواقع. وفي الثاني: المبالغة وفروعُها. وباعتبارٍ آخر إلى مقام إطنابٍ، ومقام إيجازٍ؛ لضيق المجال، أو المبادرة خشيةَ الفَوَات، فإنَّ التطويلَ قد يُشَتِّتُ الذِّهْنَ، كقول أبي العاص الثقفي لقومه ثقيف -حينما هَمُّوا بالارتداد مع من ارتدَّ من العرب-:

1 / 89