15

Foundations of Islamic Education and Its Methods in Home, School, and Society

أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع

Yayıncı

دار الفكر

Baskı Numarası

الخامسة والعشرون ١٤٢٨هـ

Yayın Yılı

٢٠٠٧م

Türler

رابعا: مفهوم الإسلام
الإسلام في اللغة والقرآن هو الاستسلام والخضوع، قال تعالى:
﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ [آل عمران: ٣/ ٨٣] .
ثم استعمل اللفظ في القرآن علما على الدين والنظام، الذي أرسل الله به رسوله

محمدًا ﷺ، وبين الله أن كل من يتخذ أو يتبع دينا غيره، ولو كان من الأديان السماوية السالفة، فإن الله لا يقبله منه.
﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: ٣/ ١٩] ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: ٥/ ٣] ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: ٣/ ٨٥]، وقد جمع الله بين لفظي الدين، والإسلام في قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ، وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الزمر: ٣٩/ ١١-١٢] .
فالإسلام هو النظام الإلهي الذي ختم الله به الشرائع، وجعله الله نظاما كاملًا شاملا لجميع نواحي الحياة، وارتضاه لتنظيم علاقة البشر بخالقهم، وبالكون والخلائق، وبالدنيا والآخرة، وبالمجتمع والزوجة والولد، والحاكم والمحكوم، ولتنظيم كل الارتباطات التي يحتاج إليها الناس، تنظيما مبنيا على الخضوع لله وحده، وإخلاصه العبودية له، وعلى الأخذ بكل ما جاء به الرسول ﷺ.

1 / 19