فن السيرة
فن السيرة
Yayıncı
دار الثقافة
Baskı Numarası
٢
Türler
السير المكتوب في الأدب العربي، صغيرة بالنسبة لغيرها من السير، وقد يكون الطول فيها حائلًا دون إقبال القراء عليها.
وينص موروًا على ملاحظ صغيرة يجدر بكاتب السيرة أن ينتبه لها، فمن ذلك أنه لا يجوز له أن يسبق الزمن فيقول في حديثه عن شاعر مثلًا: " ولد هذا الشاعر الكبير ... الخ " لأنه لم يكن شاعرًا ولم يكن كبيرًا يوم ولد، وعليه أن لا يقيم السيرة على إحدى المشكلات أو المعظلات، فإن التجربة قد دلت على أن هذا النوع من السير ربما لم يلاق نجاحًا، لأن خير السير ما أوحى بالدرس الخلقي ولم ينص عليه، وإلا حالت السيرة قطعة تعليمية باردة. وثمة مطلب آخر قد يخطئ فيه المتمرسون بكتابة السير، وهو دور الشخصيات الثانوية في السيرة، فلا بد من بعث الحياة فيهم، وتحريكهم والسير بهم في مراحل الحياة، مع سير بطل السيرة نفسه، ولا يجوز الاستخفاف بهم، أو جعل أدوارهم طاغية تتجاوز ما قدر لهم ي واقع الحياة (١) .
ولا ريب في ان السيرة تتدرج من النمو إلى الفناء، ومن المهد إلى اللحد، فهي ترسم فناء قد يشيع فينا الحزن والأسى، وربما مهد لليأس طريقًا إلى نفوسنا، لأن واقعية السيرة هي واقعية على وجهها الظاهر المجرد المعني بالحركة في ارتفاعها ثم انحدارها وتلاشيها، وستظل السيرة كذلك ما دامت هذه هي الطبيعة
(١) Highlights of lit. p. ٢١١.
1 / 96