فن السيرة
فن السيرة
Yayıncı
دار الثقافة
Baskı Numarası
٢
Türler
عند أمة وأخرى، لن يطمس حقيقة هامة، وهي أن ذلك الحس التاريخي هو الأب المنجب للسير يوم كانت السير جزءًا من التاريخ، ويوم كانت حياة الفرد تمثل جانبًا هامًا من تصور الناس للتاريخ، وإيمانهم بإن الفرد هو الذي يكيف الأحداث ويرسم الخطط، ويقوم بالتفكير والتنفيذ، وتتضاءل إلى جانبه؟ أعني جانب الفرد العظيم؟ كل حقيقة أرضية أخرى.
ففي أحضان التاريخ؟ إذن؟ نشأت السيرة وترعرعت، واتخذت سمتًا واضحًا، وتأثرت بمفهومات الناس عنه على مر العصور، وتشكلت بحسب تلك المفهومات، فكانت تسجيلًا للأعمال والأحداث والحروب المتصلة بالملوك عند الصينيين والمصريين والآشوريين، وكانت تفسيرًا لبعض المبادئ السياسية عند فلوطارخس Plutarch في كتابه عن عظماء اليونان والرومان؛ وربما نجح فلوطارخس في السيرة نجاحًا أوفى لو أنه قلل الالتفات إلى تصوير حقبة كاملة وزاد من اهتمامه بحركات الأشخاص أنفسهم.
حتى إذا تغيرت النظرة إلى التاريخ وأصبحت له فلسفة خاصة، أخذ بعض الباحثين المحدثين يتساءل: أحقًا أن السيرة جزء من التاريخ؟ وقد أنكر الأستاذ كولنجوود (١) " Collingwood " اعتبار السيرة كذلك، لأنها تفقد القاعدة
_________
(١) The Idea of History، p. ٣٠٤.
1 / 9