وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون . وقال وقوله الحق:
إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما .
أما بعد، فإن الله جل وعز رضي لكم السمع والطاعة والجماعة، وحذركم المعصية والفرقة والاختلاف، ونبأكم ما قد فعله الذين من قبلكم، وتقدم إليكم فيه ليكون له الحجة عليكم إن عصيتموه. فاقبلوا نصيحة الله جل وعز واحذروا عذابه؛ فإنكم لن تجدوا أمة هلكت إلا من بعد أن تختلف ولا يكون لها رأس يجمعها. ومتى ما تفعلوا ذلك لم تقيموا الصلاة جميعا، وسلط عليكم عدوكم، ويستحل بعضكم حرم بعض. ومتى يفعل ذلك لا يقم لله سبحانه دين، وتكونوا شيعا. وقد قال الله جل وعز لرسوله
صلى الله عليه وسلم :
إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون . وإني أوصيكم بما أوصاكم الله، وأحذركم عذابه؛ فإن شعيبا
صلى الله عليه وسلم
قال لقومه:
ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد * واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود .
أما بعد. فإن أقواما ممن كان يقول في هذا الحديث أظهروا للناس أنهم إنما يدعون إلى كتاب الله عز وجل والحق، ولا يريدون الدنيا ولا منازعة فيها. فلما عرض عليهم الحق إذا الناس في ذلك شتى؛ منهم آخذ للحق ونازع عنه حين يعطاه، ومنهم تارك للحق رغبة في الأمر يريد أن يبتزه بغير الحق. طال عليهم عمري وراث عليهم أملهم في الإمرة، فاستعجلوا القدر. وقد كتبوا إليكم أنهم قد رجعوا بالذي أعطيتهم. ولا أعلم أني تركت من الذي عاهدتهم عليه شيئا. كانوا زعموا أنهم يطلبون الحدود، فقلت: أقيموها على من علمتم تعداها في إحدى.
1
Bilinmeyen sayfa