Büyük Fitne Ali ve Oğulları
الفتنة الكبرى (الجزء الثاني): علي وبنوه
Türler
صلى الله عليه وسلم
تعرضها لما تتعرض له؟! وقال للزبير: كنا نعدك من آل عبد المطلب حتى نشأ ابنك ابن سوء ففرق بينك وبيننا. يريد ابنه عبد الله وأمه أسماء بنت أبي بكر؛ تعصب لأخواله من تيم فخرج مع عائشة خالته ومع طلحة التيمي من عمومته، ولم يحفل بأن أباه الزبير كان ابن صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله وعمة علي، ثم قال علي للزبير: أتذكر يوم قال لك رسول الله: إنك ستقاتلني ظالما لي؟ فذكر الشيخ هذا الحديث وتأثر به، وتأثر كذلك بقرابته من علي والنبي، وقال لعلي: لو ذكرت ذلك ما خرجت، والله لا أقاتلك أبدا.
ورجع إلى أم المؤمنين فقال لها: إني لا أرى في هذا الأمر بصيرة. قالت: فتريد ماذا؟ قال: أريد أن أعتزل الناس. وهنا يختلف المؤرخون؛ فقوم يرون أنه مضى لوجهه حتى أدركه ابن جرموز فقتله في وادي السباع بأمر من الأحنف بن قيس أو عن غير أمر منه. وقوم يقولون إن ابنه عبد الله عيره الجبن، وقال له: رأيت رايات ابن أبي طالب وعلمت أن تحتها الموت فجبنت! وما زال به حتى أحفظه. فقال له الزبير: ويلك! إني قد حلفت لا أقاتل عليا. فقال عبد الله: ما أكثر ما يكفر الناس عن أيمانهم! فأعتق غلامك سرجيس وقاتل عدوك. ففعل وانهزم مع الناس.
ونحن إلى الرواية الأولى أميل، فقد كان الزبير رقيق القلب، شديد الخوف من الله، شديد الحرص على مكانته من رسول الله. وكانت حيرته شديدة منذ وصل إلى البصرة ورأى ما رأى من افتتان الناس واختلافهم، وازدادت حيرته حين عرف أن عمار بن ياسر قد أقبل في أصحاب علي، وكان المسلمون يتسامعون بقول النبي
صلى الله عليه وسلم
لعمار: «ويحك يا ابن سمية! تقتلك الفئة الباغية.» فلما عرف أن عمارا في جيش علي أصابته رعدة شديدة إشفاقا من أن يكون من هذه الفئة الباغية، وقد تماسك مع ذلك حتى لقي عليا وسمع منه ما سمع، وهنالك استبانت له بصيرته، فانصرف عن القوم ولم يقاتل حتى قتل غيلة بوادي السباع، وقد حزن علي لمقتله وبشر قاتله بالنار، وأخذ سيف الزبير بيده وهو يقول: سيف طالما جلا الكرب عن وجه رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
مضى الزبير إذن ولم يقاتل، وكأن انصرافه قد فت في أعضاد أصحابه فلم يقتتلوا إلا ضحوة يومهم ذاك ثم انهزموا، وجعل طلحة يحرضهم وهو جريح، أصابه سهم طائش في بعض الروايات، أو سهم رماه به مروان بن الحكم، وكان من أصحابه. وكان مروان يقول: والله، لا طالبت بثأر عثمان بعد اليوم. وقال لبعض ولد عثمان: لقد كفيتك ثأر أبيك من طلحة.
ومهما يكن من شيء، فقد انهزم الناس وأصيب طلحة وعرف أنه ميت، فجعل ينظر إلى دمه وهو ينزف ويقول: اللهم خذ لعثمان مني حتى يرضى. ثم أمر مولاه أن يأوي به إلى مكان ينزل فيه، فأوى به - بعد جهد - إلى دار خربة من دور البصرة، فمات فيها بعد ساعة.
وظن الناس أن الحرب قد وضعت أوزارها، وأن النصر قد كتب لعلي وأصحابه، وكان علي قد تأذن في أصحابه ألا يجهزوا على جريح، ولا يتبعوا هاربا، ولا يدخلوا دارا، ولا يحوزوا مالا، ولا يؤذوا امرأة. وإن عليا لفي بعض أمره يظن أن الحرب قد وضعت أوزارها، وأن النصر قد أتيح له، وإذا هو يسمع عجيجا وضجيجا شديدين، فيسأل فيقال له: إنما عائشة تحرض الناس وتلعن قتلة عثمان، والناس يلعنون معها قتلة عثمان. فيقول علي: يلعنون قتلة عثمان؟! والله ما يلعنون إلا أنفسهم، فهم قتلوه، اللهم العن قتلة عثمان.
Bilinmeyen sayfa